Saturday 5th June,200411573العددالسبت 17 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "منوعـات"

وعلامات وعلامات
ما يدرس في الجامعة تكرار لما في الثانوية .!
عبدالفتاح أبو مدين

في إحدى صحفنا، كتب سعيد العدواني يقول: (كشف وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري، أن المقررات التي تدرس في الجامعات، هي تكرار لمقررات الثانوية، واستشهد منها بمقرر اللغة العربية الذي يدرس في الجامعة، ويشابه الموجود في المرحلة الثانوية، مقرراً ان المقررات الجامعية تحتاج إلى إعادة نظر).!
** هذا الكلام الذي نقلت جزءاً منه، نشر قبل بضعة أسابيع، ورب سائل يقول: إن ما أعلنه معالي وزير التعليم العالي، يؤكد أن التواصل بين وزارتي التربية والتعليم، والتعليم العالي مفقود، وهما وزارتان تقعان في وطن واحد، وليس في عدة بلدان.!
ولعل السائل المتطفل يمضي في تساؤله فيقول: إن في وزارة التعليم العالي إدارات ولجاناً ومتخصصين من الدكاترة أولي المعرفة، وان الوزارتين تقعان في عاصمة وبلد واحد، ومع ذلك يكتشف اليوم الوزير أو جهازه، ما يسمى ازدواجية في المقررات، بين ما يتلقاه الطلبة في المرحلة الثانوية، وكذلك ما يلقى عليهم في الكليات الجامعية، وعلى الأقل في دروس العربية.!
** أكبر الظن، إن ما تحدَّث به معالي وزير التعليم العالي، قد يعني أننا نعيش فيما يشبه الولايات المختلفة، ولسنا في بلد واحد، ووطن واحد، لا يٌعلم ما يُدرس هنا، وما يُدرس هناك، كأن التعامل والتعاون مفقودان في الوطن الواحد.. ولولا أني قرأت ذلك الكلام في صحيفة محلية، لقلت إنه كلام مدسوس، يراد به الإساءة، والاتهام بالغفلة في هذا العصر المتطور الذي نعيش فيه! وأن ما قاله وزير التعليم العالي يدين وزارته ويحسب عليها ما يشبه الغياب والبعد عما هو من واجبها ومسؤوليتها الإحاطة به في جانب مهم، وهو التعليم، سواء كان في مسار التعليم العام أو العالي.!
** أما حديث معاليه، أن المقررات تحتاج إلى إعادة نظر، فإنه حديث ليس جديداً موضوعه، ولا أعدو الواقع إذا قلت : إن إعادة النظر هذه، مضى على المطالبة بها نحو ثلاثة عقود وأكثر، وما زلنا نعيد ونردد ما قلنا بالأمس البعيد، ونعيد ونزيد، ولكن شيئاً من ذلك لم يتحقق، وكأننا نتحدث في واد، ووزارتا التربية والتعليم، وكذلك التعليم العالي بعيد..بعيد، عما نعلن ونبدي ونقول، من الدعوة إلى تطوير التعليم، ليماشي الحياة المعاصرة ومتغيراتها.!
** وعبر سنين، ظللنا نسمع ما يردده ولي الأمر من تطوير التعليم والارتقاء به، ليواكب متطلبات الحياة، إلا أن العمل غائب عما يُقال وما يُعلن وما يُطالب به، وكأننا نخاطب بعيداً لا تصله مناجاتنا، ولا قريب يسمع نداءنا.. غير أننا نمضي نردد ما يشبه الحلم، فيما نحن في حاجة إليه، وأن تأخير إنجازه وتحقيقه، كفيل بأن يؤدي إلى نكسة، سوف ندفع ثمنها باهظاً، لأننا نقول ما لا نفعل، وصدق خاتم الرسل- صلى الله عليه وسلم - القائل: (لا قول إلا بعمل).!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved