* مكة المكرمة - عمار الجبيري:
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور اسامة بن عبدالله خياط المسلمين بتقوى الله عز وجل ومراقبته، وأن يعلموا انهم مُلاقوه، وأن يُعدوا لهذا اللقاء عدته من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال.
وقال فضيلته في خطبة الجمعة -التي ألقاها يوم أمس في المسجد الحرام-: في غمرة الغفلة ينسى فريق من الناس أنَّ من نعم الله السابغة نعمةَ الفراغ من الشغل.. ذلك الفراغ الذي ينقطع به كدُّ المرء ونصبه بانتهائه من أداء ما كان واجباً عليه.. وان الغفلة عن هذه النعمة تقضي الى اضاعتها وعدم رعايتها حق رعايتها؛ فتكون العاقبة نقصانا وخسرانا بضياع فرص العمر وتبدد أسباب الربح، وذلك هو الغبن الذي بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي اخرجه البخاري في صحيحه والترمذي وابن ماجه في سننهما عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس.. الصحة والفراغ)، ولذا جاء التوجيه النبوي الكريم باغتنام نعمة الفراغ بقوله صلى الله عليه وسلم: (اغتنم خمسا قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل موتك، وغناك قبل فقرك).
وأولى من يُوجَّه اليه هذا الخطاب هم الشباب الذين يستقبلون أيام اجازاتهم التي أظلهم زمانها، وكذلك من يقوم على مسؤوليتهم من الآباء والأمهات والمربين وامثالهم ممن يدرك قدر هذه النعمة، ويعلم ايضا ان نفس الإنسان التي بين جنبيه ان لم يشغلها بالحقِّ شغلته بالباطل، كما قال الإمام الشافعي- رحمه الله، ولذا كان لزاما عليهم التخطيط المُحْكَم من اجل كمال الانتفاع بهذه الاجازة .
|