تتناول نشرات الأخبار في الفضائيات - على تعدّدها - الدّور الذّي قامت به وسائل الأمن في المملكة بما فيه من جهود منظّمة، وخطط دقيقة، لحصر القدر الأكبر ممّا أعدّه أولئك الذين يعملون في الخفاء لترويع النّاس، وقضّ المضاجع، وانتهاك السلم والأمان والسّكينة والاطمئنان في هذه البلاد الكبيرة بقدرها، وبحجمها، المميّزة برسالتها وتاريخها.
ولئن بدت التغيرات المرحلية بمجتمعنا في وجود هذا الأمر الطّارئ بإذن الله محرِّكة للرغبة في الدفاع عن كلِّ شبر في هذه الأرض لدى المسؤولين عن الأمن بما بذلوه من الأرواح، ومن سهر العيون، ومن وقدة العزيمة، ومن التّضحية المستمرّة في العمل وفي الأمل، فإنَّ هذا لم يقف ولن يقف فقط على الأفراد من مواطني هذه البلاد بدءاً بالقائد وانتهاءً بالطفل. إنه دور يضطَّلع به كلُّ أبناء هذه البلاد، ذلك لأنَّ الذّود عن الوطن مسؤوليّة تدخل ضمن عبادة الإنسان، والعبادة أمانة والوطن حبّه من الإيمان ولا يتنازع في ذلك أحد.
إنّ ما فعلته المؤسسة الأمنية في بلادنا ممثّلة بوزارة الدّاخلية بجميع عناصرها خلال الشهور القليلة ليُعادل عمل سنوات في مجتمعات أخرى تمرَّست على مكافحة الجريمة والاعتداء المنظَّم... ممَّا يفسِّر التَّميز في اكتساب الخبرة في فترة قياسية، نسأل الله تعالى ألاّ تطول، وأن يحفظ لهذه البلاد أمنها ويعيد السّكينة والاستقرار لكلِّ شبر فيها ولكلِّ بشر يدبُّ فوقها.
ولأنّ الأمر طارئ - بإذن الله - فإنَّ رجال الأمن لن يتمكنوا من أداء مهامهم كما يجب دون أن يكون هناك تضافر قويُّ من الجميع.
ولعلّنا هنا لا ندبّج العبارات ولا نلقي الكلمات عشوائياً ولا مجاملة وإنَّما نؤكّد بقوّة على أنَّها مرحلة حرجة تحتاج إلى التَّكاتف والتآزر وتقدير الأدوار وأنّ دور المواطن العادي أكبره هو توعية الأبناء والتلاميذ والإخوة والجيران والصّحب والزّملاء والنّفس على الفطنة والحذر والثّبات في الأمر وعدم التأثّر بما يحدّ من قوَّة التّضافر والإحساس بالانتماء لهذا الدين الحنيف الذّي هو رسالة هذه الأمَّة ومسؤوليّة هذه البلاد بدءاً وانتهاءً إلى الانتماء الوطني الصادق. أمّا الدور الذي يأتي من بعد فهو مؤازرة المسؤولين بأيّة معلومة أو ملاحظة صادقة لا تتقاعس عن حقيقة ولا تتوانى عن صدق.
وهناك أمر لعلّه الأشد نفاذاً وهو الدُّعاء الصادق والتوجّه المخلص إلى الله تعالى بأن يوفّق الجميع ويحفظ أمن هذه البلاد ويمكّن المسؤولين من العناصر الضّالة ويلهم كلَّ ذي دور لأن يؤدّي دوره بما يرضي الله تعالى أولاً ثمَّ واجب الوطن.
ولن يكون هناك بعد ذلك غرابة في أن يتفوّق مجتمع أمّة محمد بن عبدالله في دور السلام والأمن وحماية الدين والوطن على غيره.
|