هو الموت كم ينهي عزيزاً ويثكلُ
ويأخذ أغلى العقد والكل يُذهلُ
ترحَّلت الأم التي تملأ الفنا
حنانا وعطفاً كم رجاها المؤملُ
هي الزوج نعم الزوج تُفرِحُ للنهى
وتلقى بأتراح الحياة وتجملُ
لقد غاب عن بيتي مضيفٌ يحبُّهُ
صحابٌ وقربى والذي يتسوَّلُ
بها البيت تعلوه الفضائل كُلُّها
وهالة حسن الخلق فيه تجوَّلُ
تراها بدرب الخير تمشي رضيَّةً
وتكره درب العنف لا تتحمَّلُ
وما ضجرت ممن أتى أو تبرمت
وتمنحُ بشراً وجهها يتهلَّلُ
إذا جاءها الاهلون زادت رحابةً
وإن جاءها القاصي لها البشر يكمل
لها الجار يهفو إذ يرى طلعة الإخاء
وَتُفرِِحُ من جاءت وللخير تبذلُ
ويعجبها جمع الأحبة دائماً
طراز عزيز الأصل لا يتبدَّلُ
ترى البيت عشاً للجميع يحبَّهُ
شبابٌ وشيبٌ والقعيد المحرولُ
مشينا على هذا سنيناً طويلةً
وما خلتها عن طبعها تتحوَّلُ
لقد غاب ريف البيت حسناً وبهجةً
وغيض من الإحسان نهرٌ وجدولُ
اعزى بنيها إذ غدا البيتُ موحشاً
وتَزَّيتُ نفسي إذ مصابي أثقلُ
أرى خطوات الموت تسرع دائماً
إلى صانعي المعروف لا تتمهلُ
نعم إنّ هذا للبرية كلها
وكل امرئٍ من حوضه سوف ينهلُ
فياربِّ ادخلها الجنان فإنها
لرحمة باريها تُرجِّى وتأملُ
ونحنُ لها ندعو فيارب اعطنا
وَرَجِّحْ موازين التي تَبتَّلُ