* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
حذر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية، (اللواء أهارون زئيفي- فركش) ، من أن إسرائيل قد تدفع ثمن تورط الولايات المتحدة في العراق..
وتحدث زئيفي- فركش يوم (الأحد الموافق 30 - 5 - 2004) خلال جلسة الحكومة الاسرائيلية، لاستطلاع الأوضاع الأمنية أمام وزراء اسرائيل، عن غرق الأمريكيين في المستنقع العراقي، قائلا: إن الأمور في العراق لن تحسم في غضون السنتين القريبتين..
وتابع اللواء الإسرائيلي، يقول: نتيجة للأوضاع في العراق، سيزداد تعويل الولايات المتحدة على الدول الأوروبية والأمم المتحدة، وقد تؤدي ممارسة الضغوط على الأمريكيين لدفعهم الثمن بعملة إسرائيلية، أي أنهم قد يمارسون الضغط على إسرائيل من أجل الظهور بمظهر من ينتهج سياسة متوازنة تجاه الفلسطينيين..
وتتماشى تصريحات، اللواء فركش، مع تقديرات أوساط سياسية إسرائيلية، مؤخراً، تخشى وفقها إسرائيل من انعكاسين محتملين قد يترتبان على تورط الأمريكيين في العراق.. وتشير بعض التقديرات إلى احتمال اتهام إسرائيل بأنها قادت الولايات المتحدة لخوض حربها ضد العراق..
وقد صدرت أقوال بهذه الروح عن الجنرال الأمريكي المتقاعد، أنتوني زيني ؛ الذي قال: إن محافظين جددا في إدارة بوش شجعوا إعلان الحرب على العراق لخدمة مصالح الدولة العبرية.
واتهم الجنرال زيني، إدارة الرئيس الأمريكي، جورج بوش، بأنها شنت حرباً على العراق من أجل مساعدة إسرائيل..
وجاءت أقوال الجنرال زيني الذي شغل في السابق منصب المبعوث الخاص لوزير الخارجية الأمريكي، كولن باول، للمساعدة على وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين، جاءت أقواله في مقابلة مع شبكة CBS الأمريكية، خلال برنامج (60 دقيقة) التلفزيوني الشهير.. حيث اتهم كبار المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بالفشل الذريع.. وقال زيني: إنه آن الأوان لتغيير الوضع القائم، أو على الأقل تحديد شخص يتحمل مسؤولية ما يجري..
وحمل زيني مسؤولية الفشل في العراق إلى كبار المسؤولين المدنيين في البنتاغون، وبشكل خاص إلى المسؤولين اليهود في الوزارة، وعلى رأسهم نائب وزير الدفاع، بول فولفوفيتش، ومساعد وزير الدفاع للشؤون السياسية، داغ فيت، والمحافظين الجدد الذين خطفوا السياسة الخارجية الأمريكية..
وأضاف الجنرال الأمريكي، يقول: ان الشخصيات الآنفة الذكر رأت في غزو العراق وسيلة لاستقرار الوضع في الشرق الأوسط ولمساعدة إسرائيل، وتابع يقول: لقد شجعوا وساعدوا على ذلك، حتى وصلوا إلى نقطة خلقوا فيها معلومات استخبارية تخدم مصالحهم.. يجب عليهم أن يتحملوا المسؤولية.. متهما إياهم: بالاستخفاف وقلة المسؤولية، بترويج الأكاذيب والفساد..
وفي هذا السياق، اتهم السناتور الديمقراطي الأمريكي، آرنست هولينس، الرئيس بوش بأنه شن الحرب على العراق كي يساعده ذلك في حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية.. وأضاف، يقول: المسؤولون عن هذه الحرب هم اليهود الصقور في إدارة بوش..
ورفض هولينس التراجع عن هذا الاتهام خلال كلمة ألقاها أمام مجلس الشيوخ الأمريكي، مؤخرا، وهاجم بشدة اللجنة الأمريكية اليهودية لمساعدة إسرائيل (إيباك) ، وهي جماعة ضغط سياسية..
مع ذلك، وصف المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية، جون كيري، تصريحات زميله في الحزب بأنها (غير لائقة) ، وأصدر كيري بياناً صحفياً تنصل فيه من تصريحات هولينس..
هذا وترى تقديرات إسرائيلية: أن انعزال الولايات المتحدة على الساحة الدولية، سيصعب عليهم مهمة صد الضغوط الأوروبية التي تتهم بوش بالانحياز لصالح إسرائيل بشكل واضح..
وتقدر أوساط في ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلي، أريئيل شارون: أنه يدرك تماماً الضغوط الأمريكية.. وقد أعرب شارون عن خشيته من حدوث أزمة في العلاقات مع الولايات المتحدة إذا لم يتم تنفيذ خطة الانفصال أحادي الجانب، والانسحاب من قطاع غزة.. وقال شارون في هذا الصدد: الولايات المتحدة تغلي غضباً علينا..
هآرتس تعترف بمشاركة إسرائيليين
في تعذيب الأسرى العراقيين..
وفي هذا السياق، أشارت صحيفة هآرتس العبرية مؤخرا إلى ما يتردد من أحاديث متزايدة حول ضلوع دولة الاحتلال الإسرائيلي في عمليات التعذيب في السجون العراقية، مشيرة إلى ما قاله، يوجين بيرد، الدبلوماسي الأمريكي السابق في برنامج حول تعذيب الأسرى العراقيين في شبكة التلفزة الكندية: نحن نعرف أن الاستخبارات الاسرائيلية قد نشطت في بغداد بعد انتهاء الحرب، والسؤال الذي يتوجب طرحه هو إذا كان هناك محققون أجانب بين أولئك الذين أوصوا باتباع هذه المعاملة السيئة جدا مع الأسرى..
وأوضحت الصحيفة العبرية في تقرير نشر على صدر صفحتها، الخميس الماضي أن مصدر الأنباء التي تتحدث عن أن الإسرائيليين أيضا قد شاركوا في عمليات التعذيب جاء من عدة معطيات وردت في تقرير الجنرال انتوني تاغوبا، هذا التقرير يذكر بعض مواطني دول العالم الثالث أنهم هم أيضا كانوا في السجون إلى جانب ذلك، هناك واحد من المتهمين السبعة في القضية يسمى (جون يسرائيل) وهو ليس جنديا ولم يكن ضمن طاقم السجانين.. جون هذا هو مقاول وقع على عقد مع شركة (تيتان) التي توفر الخدمات للجيش الأمريكي في العراق، أحد أعضاء مجلس إدارة هذه الشرطة هو رئيس ال سي. آي. ايه سابقا جيمس وولسي الذي يعتبر صديقا قويا لإسرائيل، إلا أن (تيتان) من ناحيتها ادعت في وسائل الإعلام إنها لا توظف (جون يسرائيل) مباشرة وإنما من خلال مقاول ثالث، ومع ذلك رفضت ذكر اسم هذا المقاول الثالث..
|