Saturday 5th June,200411573العددالسبت 17 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

تلك أحلام موجعة يا دكتورة دلال!!! تلك أحلام موجعة يا دكتورة دلال!!!
محمد أبو حمراء

الدكتورة دلال بنت مخلد الحربي؛ باحثة متمكنة في تاريخنا المحلي؛ وقد صدرت لها عدة كتب؛ وهي من المشاركين بالكتابة في جريدة الجزيرة؛ ولا بد أن أمرّ على ما تكتب؛ لأني قد أجد فائدة من خلال كتاباتها الجيدة والمتميزة تاريخياً؛ خاصة أنها تهتم بتاريخ المرأة المشاركة في تاريخنا كله.
وفي يوم الأربعاء الموافق 14 من ربيع الثاني كتبت مقالة أشبه ما تكون بأحلام ترجو أن تتحقق؛ حيث تاريخنا المحلي الذي لم يمر عليه زمن طويل قد بدأ الرواة في الاختلاف في كثير من جزئياته التي لها بعض الأهمية في التوثيق التاريخي؛ ومجال حديثها كان عن خلاف نشأ في صحيفة الجزيرة حول اسم امرأة قال زوجها فيها عدة أبيات صارت سارية على ألسن العامة من النجديين بالذات؛ ومنها قوله:


يا حسين والله مالها سبت رجلين
يا حسين يوجع بالضمير اهكعانه

(على فكره كلمة سبت بكسر السين المهملة وسكون الباء الموحدة عربية فصحى؛ وتعني ما لامس الأرض من القدم) فاختلف الرواة فيمن هو حسين؛ ومن هي المرأة التي هي زوجة الأمير عبدالله بن رشيد التي قال فيها تلك القصيدة؛ حتى جاءت كلمة فصل من أحفاد المعنيين بالموضوع.
الدكتورة دلال تمنت أن يحفظ ويحقق ويدقق في الروايات الشعبية المتضاربة حول أي موضوع تاريخي؛ سواء أكان له علاقة بأشخاص أم بمجموعة أو غير لذلك؛ وانتهى أملها في أن نخلص إلى الحقيقة التي كما يقولون (تقطع الشك باليقين).
لكني أسأل الدكتورة دلال؛ وأعرف أنها تعرف جيداً: من سيقوم بذلك العمل؟ هل هي جهة رسمية أم صاحب أو صاحبة جهد شخصي مثلك؟
ثم الأهم من ذلك أن النشر لدينا صار أكثره غير موثق؛ وقد دخل فيه العوام أكثر من المحققين والمدققين؛ حتى أنك إذا قابلت عامياً لا يجيد إلا الحديث في المجالس قال لك وبكل ثقة: (هذا علم وكاد؛ سمعناه من آبائنا وأجدادنا)؛ وتلك هي كارثة التدوين الذي صار مثل حاطب ليل؛ بل تجدين البعض يناقض بمقولته التاريخ الصحيح لينسفه لصالح شخص أو مجموعة دون وجه حق.
هذا من ناحية الأشخاص؛ أما من ناحية من يكلفون رسمياً فأغلبهم غير مؤهل لمثل ذلك العمل؛ لأن الاختيار يجيء عن طريق المبرّة والصداقة والعلاقة فقط؛ (وجه تعرفه ولا وجه تنكره) ثم إن بعض من يختارون هم ممن رزق حب الذات فقط وانعدام الثقة عنده إلا في نفسه ومحيطه القريب منه لا غير.
ولا أعرف كيف سوف تتحقق أحلام الدكتورة المثابرة التي تعمل في صمت بجهدها الشخصي؛ لكن.. هي أحلام من زمن كثر فيه الحالمون يا أخيتي العزيزة؛ وأرجو أن تتحقق تلك الأحلام خاصة إذا استعملنا الأحلام فقط!!! ولك كل التقدير.
فاكس 2372911 الرياض


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved