Saturday 5th June,200411573العددالسبت 17 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

جداول جداول
حوطة بني تميم تلك التي يحوطك رجالها بالود والشيم
حمد بن عبدالله القاضي

هذا الوطن الجميل بكل عرائسه الصحراوية والبحرية.. نقصِّر كثيراً في التجول بين مناطقه الحبيبة ومحافظاته الزاهية، وإننا نجد بعضنا يعرف - مع الأسف - عن جنيف ولندن وفيينا أكثر مما يعرف عن تبوك والحوطة والرس!
وكم أسعد - شخصياً - عندما تساعدني الظروف وأزور إحدى عرائس بلادي، وأتجول فيها وأتعرف على أبنائها، وأشاهد معالم التنمية في رحابها.
وفي الأسبوع الماضي سعدت وأنا أزور مدينة غالية من مدن بلادي ألا وهي (حوطة بني تميم) التي يحيطك أهلها بكريم الأخلاق، ويحيطون بك أينما وجدتهم بنبيل الشيم!
***
** لقد عرفت هذه المدينة برجالها قبل أن أعرفها بوهادها!
عرفت رجالاً وأسراً كريمة لا يشقى جليسهم، وفي مقدمتهم أسرة (الشثري) الكريمة التي أرتبط بمحبة وصداقة مع كثير من أفرادها، في مقدمتهم (واسطة عقدهم) الشيخ ناصر الشثري.
لقد زرت (الحوطة) قبل أكثر من عشر سنوات وتجولت فيها، وما ملأ قلبي سروراً وارتياحاً معالمها التنموية والحضارية، وبخاصة الزيارة والصلاة بالجامع الشامخ الذي بناه وعلى حسابه رجل الأعمال الصديق خالد بن صالح الشثري جعل الله هذا العمل له ولوالديه من الباقيات الصالحات، كما سعدت بزيارة (المكتبة العامة) التي سعى إلى تأسيسها الساعي إلى الخير الأستاذ العزيز عبدالرحمن بن صالح الشثري مع نخبة من أبناء الحوطة، ولا ينقص هذه المكتبة سوى إقامة مبنى يليق بها على الأرض التي تمتلكها، كما رأيت الجمعية الخيرية وأعمالها المباركة، وأفرحني المستودع الكبير الذي تقوم ببنائه.
***
** وزرت هذه المدينة قبل أيام بدعوة كريمة من الوجيه الفاضل علي بن راشد العبدالله التميمي لابن العم العزيز سليمان بن عبدالرحمن القاضي ولبعض الأحبة، فوجدت ما أبهجني من انتشار وازدياد معالم التعليم والتنمية والتجارة بين أرجائها، وإن كانت لا تزال تتطلع إلى المزيد.
وقد وجدنا من أهل هذه الدعوة من الكرم والمودة والبشاشة ما جعلنا نردد قول الشاعر:


تراه إذا ما جئته متهللاً
كأنك تعطيه الذي أنت سائله

لقد كان الحديث مع الصديق العزيز أ. منصور الخضيري ورفيقي الرحلة، ونحن عائدون من هذه الزيارة عن أخلاقيات أبناء وطننا الغالي حماه الله، وعن شيم أبناء هذه المحافظة التي تعجز الكلمات أن تقابل جميل مودتهم، وصادق احتفائهم من أمثال الأستاذ/ علي بن سعد التميمي، والشيخ الكريم/ علي بن برغش وغيرهم كثير.
***
** وبعد:
إذا كان لي - في نهاية هذه المقالة - من مطلب فهو أن أتمنى من أهالي هذه المحافظة الحبيبة، وبخاصة القادرين منهم، مدّ جسور الخير والتنمية فيها وأن يكونوا يداً مع الدولة في إنشاء المزيد من المشروعات الخيرية والتنموية، فبلدتهم تستحق الكثير، وحسبها أنها أول أرض مسَّت جلودهم ترابها.


(وللأوطان في دم كل حُر)
يدٌ سلفتْ ودينٌ مستحقُ)

كما يقول شوقي
وتحية لحوطة بني تميم أهلاً وداراً وودياناً.
***
بين نعمة الأمن ونقمة الخوف
** أنت لا تشعر بالأمن حتى تفتقده.
ولا تحس بالطمأنينة حتى تبحث عنها فلا تجدها.
ولا يمكن أن تدرك نعمة الأمان حتى تعيش نقمة الخوف.
ونحن في مجتمعنا الآمن - بفضل الله - لم نعش إلا نعمة الأمن، ولم نتقلب إلا على أرائك الطمأنينة.
وقد أدركنا قيمة هذه النعمة العظيمة بعد الحوادث الإجرامية التي روعت وطننا، وأرادت أن تنال من أمننا.
إننا ننام ونأكل ونسير، ونستقر في بيوتنا لا نخاف إلا الله.. ولا نرجو سواه.
أرأيتم أكبر من هذا الفضل.
من هنا وجب علينا أن نكون عيوناً ساهرة مع أجهزة الدولة لنحافظ على هذا الأمن بكل حدبنا وحرصنا وجهودنا، فكل منا حارس على هذه (النعمة) رقيب عليها، مؤتمن على استقرارها واستمرارها بحول الله.
و{رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا}.
***
آخر الجداول
* للشاعر المرحوم/ عبدالله بن زيد الداود (عن بلدته حوطة بني تميم):


(كدتُ أنسى الهوى فلما أطلّت
بلدتي كدتُ من هواها أطير
(أم رمل) قصيدة في فؤادي
(وبريك) على القصيد أمير
كان لي ملعباً أُدحرج فيه
حلمي حينذاك وهو صغير
ذكريات الصبا من الوجد عادت
تبعث الشوق في الجوى وتُثير)

فاكس: 014766464


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved