في مثل هذا اليوم 4 يونيه من عام 1940م، أعلن رئيس الوزراء البريطاني وينستون تشرشل عن اكتمال عملية إجلاء قوات التحالف من فرنسا عبر شاطئ دنكرك ووصف العملية بأنها (معجزة).
في الوقت الذي حذر فيه من غزو ألماني للجزر البريطانية. وفي حديثه إلى البرلمان البريطاني الذي جاء بعد يوم واحد من وصول آخر جندي من جنود التحالف في فرنسا إلى بريطانيا في ختام عملية استمرت عشرة أيام لإجلاء مئات الآلاف من قوات التحالف المنسحبين الذين وقعوا في شرك القوات الألمانية التي غزت فرنسا. وقد ظل الكثيرون من الجنود الفرنسيين في مواقعهم لحماية الانسحاب حيث وقعوا في أسر القوات الألمانية بعد ذلك.
وذكرت صحف ذلك الوقت أن الجنرال البريطاني هارود ألكسندر استقل قارباً بخارياً وقام بجولة على شاطئ دنكرك ليتأكد من عدم وجود أي جندي بريطاني على الأراضي الفرنسية قبل أن يركب آخر سفينة عائدة إلى بريطانيا. سيطرت الفوضى على شاطئ دنكرك خلال عملية الانسحاب الضخمة حيث كانت القوات المنسحبة هدفا لهجمات مستمرة من جانب القوات الألمانية.
وتناثرت الجثث على سطح الماء وتطايرت شظايا القنابل الألمانية التي كانت تستهدف السفن البريطانية في كل مكان.
وقد ظل الجنود البريطانيون والفرنسيون والبلجيكيون أياماً عديدة على الشاطئ يعانون من الجوع والقصف الألماني انتظارا لوصول السفن البريطانية التي ستنقلهم إلى بريطانيا.
وسبح آلاف الجنود في المياه وصولا إلى قوارب صغيرة استقلوها لتنقلهم إلى السفن الكبيرة التي كانت تنتظرهم بعيدا عن الشاطئ. وعندما وصل الجنود المنسحبون إلى بريطانيا استقبلهم البريطانيون استقبال الأبطال وقدموا إليهم كميات كبيرة من الشاي والسندوتشات ترحيبا بهم وتعويضا عما عانوه من جوع. وعندما عاد لورد جورت قائد القوات البريطانية في فرنسا إلى بريطانيا في الأول من يونيو استقبله البريطانيون أيضا استقبال الأبطال. فعندما انسحبت القوات الفرنسية أمام القوات الألمانية ناحية الجنوب واستسلمت القوات البلجيكية للألمان اتخذ اللورد جورت قراره المصيري بتراجع قواته إلى شاطئ دنكرك وهو القرار الذي أنقذ حوالي أربعة أخماس القوات البريطانية في فرنسا على حد قول صحيفة التايمز البريطانية في ذلك الوقت. وأمام مجلس العموم اعترف ونستون تشرشل أنه كان يتوقع إنقاذ ما بين عشرين وثلاثين ألف جندي فقط عندما بدأت عملية الإنقاذ تحت اسم العملية (دينامو) في السادس والعشرين من مايو 1940 في الوقت الذي كانت القوات الألمانية تتقدم بسرعة نحو الشاطئ وتهاجم هذه القوات باستمرار.
ولكن بفضل شجاعة وبسالة القوات البحرية الملكية والقوات الجوية الملكية البريطانية تم إنقاذ مالا يقل عن 338 ألف جندي بريطاني وفرنسي عبر القنال الإنجليزي ليستعدوا لخوض معركة جديدة ضد الجيش الألماني. ولكن ونستون تشرشل كبح جماح إعجابه الشديد بالعملية دينامو عندما قال: (الحروب لا تكسب بعمليات الإخلاء الناجحة). وأضاف: لا شك في أنه كان يشعر طوال الأسابيع القليلة التي سبقت عملية الإجلاء الناجحة بأن (كارثة عسكرية وشيكة).
|