في مثل هذا اليوم 4 يونيو من عام 1987 يعترف الأمريكي جوناثان بولارد بالتجسس لصالح إسرائيل وبيع معلومات أمريكية عسكرية سرية للغاية لها. حيث باع محلل مخابرات القوات البحرية الأمريكية سابقا وسائق سرية إلى إسرائيل معلومات تكفي لملء غرفة متوسطة المساحة.
وألقت أجهزة الأمن الأمريكية القبض على اليهودي بولارد في نوفمبر عام 1985 بعد أن علمت السلطات الأمريكية أنه كان يلتقي بعميل للمخابرات الإسرائيلية مرة كل أسبوعين على مدى عام مضى. حصل الجاسوس الأمريكي على ما يقرب من خمسين ألف دولار مقابل وثائق سرية للغاية. ويعتقد أنه حصل على ما يقرب من 300 ألف دولار أخرى في حساب سري بأحد البنوك السويسرية. تضمنت المعلومات السرية للغاية التي باعها جوناثان بولارد إلى إسرائيل صور لأقمار التجسس الصناعية الأمريكية وبيانات عن الأسلحة السوفيتية في ذلك الوقت.
وأصدر القضاء الأمريكي الحكم بالسجن مدى الحياة على الجاسوس وبالسجن خمس سنوات على زوجته آني بتهمة مساعدته في ارتكاب جرائمه. أدى الكشف عن خيانة المحلل السابق في مخابرات البحرية الأمريكية إلى توتر كبير في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية في حينه. وكانت إسرائيل ترى أنها كحليف رئيسي للولايات المتحدة من حقها الحصول على هذه المعلومات المخابراتية بأي وسيلة. ولم تهتم إسرائيل كثيرا بالغضب الأمريكي وظل الكثير من عملاء المخابرات الإسرائيلية الذين شاركوا في عملية التجسس تلك في مناصبهم رغم استياء الولايات المتحدة.
يذكر أن إسرائيل مازالت تواصل محاولاتها منذ ذلك الوقت للإفراج عن بولارد باعتباره جاسوسا لها ويهوديا في الوقت نفسه. وفي خلال مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية في أواخر التسعينيات التي جرت برعاية الولايات المتحدة في عهد إدارة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون جعلت إسرائيل الإفراج عن بولارد جزءاً أساسياً من أي اتفاق يمكن التوصل إليه وجزءاً من الثمن الذي يمكن أن تحصل عليه مقابل إنجاح هذه المفاوضات ولكن الولايات المتحدة رفضت تماما مثل هذه الصفقة ومازال بولارد في السجن حتى الآن.
|