للانتصارات عادة ردود أفعال مختلفة.. منها المنضبط ومنها البين بين ومنها الخارج عن النص وحتى عن المنطق.. وسنأتي فيمايلي على بعض الأمثلة..
** عندما انتصر الهلال في عدد من المباريات سواء على الصعيد العربي أو الآسيوي أو حتى المحلي.. تنامت بعض الأصوات التي تؤكد على ان الزعيم مقدم على اكتساح البطولات الثلاث.. وان المسألة مسألة وقت ليس إلا.. وعندما جد الجد تبخرت تلك التأكيدات وتحولت إلى اكتساح الخصوم للمرمى الأزرق بكميات قياسية من الأهداف لم تلج مرماه طوال تاريخه حتى في التمارين!
** كذلك النصر الملطخ بالعالمية، بدأ الموسم ببعض الانتصارات الاعتيادية والمتوقعة نتيجة لبعض المعطيات المعروفة والتي لاعلاقة لها البتة بمقومات الفريق الأساسية.. فظهر علينا كالعادة من الشطاحين والنطاحين الصفر من يعلن للملأ انه لايشغل تفكيرهم في تلك الآونة سوى نوع (الضحك) الذي سيمارسونه في نهاية المطاف.. وهل سيكون من النوع الكلاسيكي أم لابد ان يواكب عالمية الأصفر.. وما على البقية سوى ترتيب امورهم لاقامة المناحات وذرف الدموع.. وخصوصاً بعد تكوين ما سمي ب(الجامعة العربية - فرع العريجاء).. وانتهى الموسم بالمؤتمر البكائي.. والباقي تعرفونه!!.
** أما إذا تحدثنا عن الأهلي في هذا الجانب.. وخصوصاً في أعقاب الفوز الكبير على الهلال.. فلعل ذلك الحديث يأخذنا في بعض منعطفاته إلى ما يشبه اللامعقول.. ذلك ان الخطاب الاعلامي الأهلاوي (شط) بتلك المناسبة كثيراً, وذهب إلى أبعد من خيال الشعراء!!
** فقرأنا من الكلام المنشور ما يرفض أي نقاش من انه لايفصل بين القلعة والكأس سوى (90) دقيقة هي عمر اللقاء الختامي.. أي عضة كوساية على رأي غوار الطوشة.. ولم نقرأ من ضمن ما قرأنا ولو عرضياً عبارة (مع الاحترام للشباب والاتحاد).. وكان الكلام كله يصب في قالب الاحتفال باحتضان هذه الكأس لأول مرة.. مع ما رافق ذلك من تقريع وازدراء لعدد كبير من المحللين والنقاد فقط لأنهم تحدثوا من ضمن ما تحدثوا عن هزيمة الهلال (المغمور) بينما كان من المفترض عليهم عدم الحديث إلا عن الأهلي وفوزه.. حتى المعلق النصراوي البائس طاله التقريع والسخرية وأُهيل التراب على رأسه مع أنه كان يمارس دوره وحقه في التشفي مثله مثل (كتّاب رؤساء الأندية هنا وهناك) ولذلك سيان عنده ان كان الطرف الفائز هو الأهلي أم الربيع؟!!.
** ولكي لايغضب مني زميلنا الزمول صالح رضا الذي أقدره كثيراً كما أقدر من هم في مستوى وعيه من الأهلاويين.. فإنني أذكر فقط بطرح أحدهم صبيحة لقاء الشباب والأهلي.. حيث قال بالحرف: (غداً سأحدثكم كيف فاز الأهلي وخسر الشباب) دون ان يقول (ان شاء الله) فكان حديثه في اليوم التالي أشبه بالكلمات المتقاطعة!!
** من هنا أدعو الكل إلى التعامل مع الانتصارات بقدر معقول من التواضع منعاً للاكتئاب واختلال التوازن عند حدوث الخسائر والخروج من المنافسات بخفي حنين.
|