قبل النوم تنتابني أفكار كثيرة حسب تعريفكم لها أنها عارضة ثم أرى أحلاماً مزعجة لا أعرفها بعد اليقظة فهل من مخرج..؟
يسأل: س. م. ل.. الرياض.. جامعة الملك سعود.
لم تذكر لي شيئاً عن حياتك الحالية، العمل، الأسرة، المرض العضوي إن كنت تعاني شيئاً من هذا، كما أنك لم تشر:
هل سألت غيري أو عالجت؟.
على كل حال يا أخ: س. م. ل.. من جامعة الملك سعود.. بالرياض
سوف أشير عليك بما يلي فإذا لم تجد هذا فلعلك (تزورني):
1- أولاً، قلل الأكل ليلاً وتجنب المنبهات، كالشاي والقهوة وتجنب الدسم.. والحوار.
2- ثانياً: في البيت تعلم تدريجياً أن تنسى العمل والارتباطات الأخرى المتعلقة بما لا جدوى من ورائها إن أنت فكرت فيها في البيت.
3- ثالثاً: في البيت عش على (سجيتك).
وقبل النوم:
1- توضأ وأوتر.
2- اقرأ شيئاً من القرآن.
3- اذكر الله كثيراً سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، استغفر الله...
ثم اضطجع على:
1- شقك الأيمن.
2- تقرأ الفاتحة، وآية الكرسي، وآخر سورة البقرة والمعوذات الثلاث: قل هو الله أحد، قل أعوذ برب الفلق، قل أعوذ برب الناس.
3- حاول وضع يدك اليمنى (الكف) تحت خدك الأيمن.
وسوف تجد أو لعلك سوف تجد ثقلاً لهذا لكونك قد لم تقم به من قبل لكن استمر عليه جداً.
وآمل مراعاة هذا الجواب فهو مفيد لك ولغيرك.
******
ظهر كتاب عندنا بعنوان (هل من الشرك التوسل بالأنبياء والأولياء)
جاء فيه جواز: شد الرحال لزيارة القبور، وقد أورد المؤلف أثراً جاء فيه: سفر بلال من الشام إلى المدينة لزيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم بعد رؤياء رآها فهل صحت هذه الرواية؟
م. ل. ل. أ
ن. ي. ط
ل. س. ط
ج.م. ع.. جامعة الأزهر.. فرع المنصورة
ج/ الذي أعلمه عن مؤلف هذا الكتاب أنه يجهل طرق إسناد الحديث فلا فرق عنده بين صحيح وضعيف وسبب جهله أنه ينقل الحديث من أي مصدر دون الرجوع إلى الأصول الموثوقة في إثبات صحة الحديث وضعفه حسب قواعد أئمة هذا العلم الجليل، ثم إن المؤلف متأثر جداً بما قام به القبوريون وأصحاب الطرق البدعية التي جاءت بعد الفاطميين في الساحل الشمالي للبحر المتوسط، وما يقوم به النصارى من البذل المادي السري لتشييد الأضرحة والمزارات لكي ينصرف المسلم نصف المتعلم إلى الشرك تدريجياً وبعد ذلك تقوم الدولة النصرانية.
الحديث نصه: (أن بلال بن رباح رأى في نومه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول له: ما هذه الجفوة يا بلال أما آن لك أن تزورني يا بلال، فانتبه حزيناً وركب راحلته من الشام وقصد المدينة المنورة، فأتى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل يبكي عنده ويمرغ وجهه عليه.. إلخ.
هذا الحديث من رواية ابن عساكر عن أبي الدرداء..
أولاً: فيه رجل مجهول وفيه انقطاع في السند يتضح هذا لمن له أدنى إلمام بهذا الفن.
ثانياً: حكم الحافظ ابن حجر بوضع هذا النص أي أنه حديث مُخَتَلق من أساسه ليخدِم هدفاً ضد التوحيد، فيُعاد إلى: البداية لابن كثير.
ولعل الدكتور المؤلف يعلم خطورة مجرد النقل وبث السوء بين المسلمين، وحتى يتم تصحيح مثل هذا المنحنى الخطير في الدراسات الشرعية، فلا بد من التقوى والعقل ونظر حرمة هذا الدين ورسوله صلى الله عليه وسلم.
******
** يسأل مولوي عباس ودادي
خيري هاشم أحمد أحمد
شاه فتح الله خان رجاني
الهند.. كيرالا..
هل يكفي قول العالم عند تصحيح الحديث والحكم عليه أن يقول (صحيح) أو (حسن) أو (ضعيف) حتى يوقف على درجة هذا الحديث من خلال الحكم عليه؟
ج: لعل قول الكثيرين الذين يكتبون ويحققون ويحاضرون غالبهم ينقل نقلاً ويأخذ أخذاً اللهم إلا القليل من المحققين ولهذا يحصل الخطأ وهذا سببه الجرأة في الكتابة وحب الوصول إلى النتيجة وإن كان الهدف غالباً (سليماً).
ولكن هذا لا يعفيهم من اللوم خاصة، ما يتعلق بالأحكام الشرعية وصحة النص وضعفه وطرق ذلك وبيان الدقة في مثل هذا الأمر، فقول العالم أو طالب العلم عن الحديث بأنه (صحيح) أو (حسن) أو (ضعيف) فيه نهج خاطئ كما أن في مثل هذا الكلام نقصاً كبيراً حسب علمي لقواعد التخريج، لأن قول القائل: (حسن)، مثلاً، قد يكون هناك طريق آخر بسند قوي فيكون هذا الحديث الحسن حسب رأيي أو نقل هذا العالم أو ذاك حديثاً صحيحاً، وكذا بالنسبة لقوله (صحيح) هكذا قد يكون هناك حديث غيره مثله من حيث المعنى لكنه شاذ لا يؤخذ في مجال الحكم المتكلم عنه، وهكذا يحصل بسبب (التعميم) تضليل لعله غير مقصود للقارئ المطلع المستفيد وللباحث الذي يقتصر فقط على مثل الكتب غير الأصلية والمهتمة بالإخراج كالصحاح والسند والمعاجم والمسانيد، لأن غالب الكتب اليوم، تنقل الحديث دون تدقيق واهتمام بالغين فيحصل لهذا السبب تداخل خطير وتشابه سيء ومع مرور الدهر قد تختلط الألفاظ وتضعَّف الهمم فتضيع فنيات التخريج العظيمة والعظيمة جداً.
والذي يجب حسب اطلاعي، هو أن يقال (حديث صحيح الاسناد) (حديث حسن الإسناد) (حديث ضعيف الإسناد) وبهذا يتبين حقيقة درجة هذا الحديث من سنده ولأن السند نصف العلم وهو طريق معرفة صحة الحديث من ضعفه أو حسنه أو كونه منكراً أو لا أصل له فإنه لا بد من بيان حال السند حال الحكم على الحديث ولا شك عندي أن اغفال السند فيه تعمية وجرأة ليست مناسبة، بل هي ضارة غير نافعة.
******
** يسأل بلتاجي محمود محمد الطيب . ج. م. ع.. طنطا.
ورد في حديث هذا النَّص (اللهم إني أسألك العافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي) - فهل صح هذا الحديث وما هو المقصود بسؤال العافية؟
ج: هذا الكلام قد ورد في حديث نصه كما جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الكلمات حين يمسي وحين يصبح: اللهم إني أسألك العافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي واحفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن اغتال من تحتي).
هذا الحديث أخرجه الإمام النسائي والإمام ابن ماجه وصححه الحاكم.
وسؤال العافية المراد بها العافية في الدين بالسلامة من المعاصي والذنوب كبيرها وصغيرها من الكفر والبدع والضلالات والحسد والبغي والظلم وأكل الحقوق.. إلخ.
والعافية في الدنيا السلامة من فتنها ومعاصيها وشهواتها والركون لها والتقاتل من أجلها وكذا المزاحمة عليها، والعافية في الأهل، العافية من كل شر مادي أو معنوي كالأمراض العضوية والنفسية والأمراض العصبية والأمراض العقلية والعافية في الحياة الأسرية من النكد والانحراف وطلب الصحة والمال بالباطل.
والعافية في المال سلامته من الحرام والاغتصاب والحيل والحصول عليه بالحلف الكاذب أو القوة أو الظلم بالادعاء والعافية فيه من الربا والسرقة.. إلخ.
وهذا الحديث جليل المعنى عظيم النفع بإذن الله تعالى لمن داوم عليه صادقاً من قلبه عاملاً لأسباب خيريْ دينه ودنياه.
وفي الجملة فهذا الحديث عام للخير، وهو كما رأينا في سنن النسائي وابن ماجه وصححه الحاكم. والله أعلم.
******
** يسأل. ع. ل.. الرياض.. المعهد العالي للقضاء
المستدرك.. للحاكم - كيف صُنِّف..؟
ج المستدرك، اسمه كاملاً: (المُستدرك على الصحيحين) ومُصنفه هو أبو عبدالله الحاكم - رحمه الله.
وقد استدرك في مصنفه هذا على الصحيحين، صحيح الإمام البخاري والإمام مسلم -رحمهما الله- ما لم يذكراه فقد عمل الحاكم ما يلي:
1- الأحاديث التي صح سندها جداً حسب شرط البخاري ومسلم والشرطان عند البخاري هما: 1- اللقاء، 2- المعاصرة، أي أن يلتقي الراوي بالراوي ويكونان في عصر واحد.
والشرط عند مسلم: أن يتعاصرا فقط،
فالحاكم اجتهد هنا ونظر ما توفرت فيه الشروط فسجله وإن لم يذكره البخاري ومسلم أي الحديث، ولم اطلع حسب علمي على خطأ في هذه الناحية في المستدرك.
2- وذكر في المستدرك حسب طريقته هو ما صح عنده حسب صحة السند لديه، وحسب علمي أيضاً فإن الذي رواه على هذه الطريقة صححه الاسناد لكن لم اتتبع خلال نظري هنا شرط الشيخين فيها.
3- وأخيراً قد ذكر جملة من الأحاديث كثر منها الضعيف لكنه - رحمه الله- نبّه إليها بحذق.
******
** الأخت بهية. م. ل. ل - المدينة - طريق.. القصيم
تزوجي من أول قادم ولا بأس من التعريض إذا وثقت بدين وخلق الرجل، والبقاء هكذا بحجة توفر شروط ما أرى هذا ضعفاً ووسوسة شيطان اقبلي القادم وبإمكانك حسب نيتك وإخلاصك لله أن تكونا صالحين مصلحين.
******
** الأخ: م. م. م. أ.. الرياض.. جامعة الملك سعود
اتضح أن لديك تفكيراً تهويلياً سببه حساسيتك المفرطة في الشك، وأنت تُنبي على هذا التفكير سبيلاً يضر بك إن أنت لم تراقب تفكيرك هذا المعوج فقد يؤدي بك.. أغلب الظن.. إلى سوء التصرف أو الخوف أو الشك حتى في الزوجة والصديق لا تفسر أي حركة أو اجتماع أو نظرة ما أنها تتجه صوبك بل كن بانياً هذا كله على أصل سليم من تفكير مستقيم، وأنت قد أشرت إلى أن تربيتك كانت قاسية فقد يكون لهذه التربية من الأثر ما ضاعف صفتك النفسية، لكنك الآن بلحمك ودمك لست ذاك الطفل أو الصبي المعذب كما تقول أنت الآن آخر، وما دام قد وصل نضجك إلى هذا الحد أنك تدرك خطأ تصورك فلا بد مستعيناً بالله أن تنهج نهجاً سوياً في الحياة.
******
** يسأل ولي أحمد عبدالرحمن.. أفغانستان
إذا كرهت شخصاً ما لسبب ما فهل أهجره؟
ج/ سؤالك يا هذا عام وإن كان دقيقاً وذا بُعد متين لكن أقول لك: إن أصل الكرة يدفعه سبب أو أسباب توجب الكره نفسه حيال شخص أو أشخاص،
لكن الكره ذاته ذو سببين:
1- كُره في ذات الله، فيكره المسلم أخاه المسلم بسبب معصية يرتكبها الثاني كعدم صلاته مع الجماعة أو بسبب أن الثاني يقوم بالنميمة أو الغيبة أو هو رجل سيء العشرة، فمثل هذا إذا لم تنفع فيه موعظة ولا نقاش فيكره في ذات الله لكن لا يتعدى هذا الكره ترك السلام عليه أو هضمه حقه أو ظلمه أو احتقاره أو التجني عليه، لكن يُزار ويُعان عند المصائب.. إلخ
والكُره ما دام في الله فلأنه لأجل معصية، وهنا يجب الحذر جداً من مداخل الشيطان على النفس بالنسبة للأول فلا يجوز الحقد أو البغي أو التنقيص للثاني فالكره الذي في الله يكون قلبياً فقط، ومن ذا الذي لا يخطئ لكن المصيبة المداومة، على الخطأ.
والمسلم الصادق في إسلامه يكون دائماً:
1- سليم النفس من الحقد أو الكره أو الحسد وأمثال هذه الصفات إلخ..
2- ينظر لأخيه المسلم بروح المودة والألفة وتقديم حسن الظن.
3- لا ينتصر لنفسه، بل يتهمها ولا يزكيها ويقومها حتى تسير على هدي نبوي صحيح.
4- يبذل النصيحة المتزنة العاقلة بروح صافية مع اختيار الوقت والكلام وتحمل المشقة.
2- كُره في غير ذات الله، وهذا الكُره بلية عظيمة بسببه نشأت القطيعة وانتشرت الشُّبه بين الأشخاص والأسر والمجتمعات وعمت بسببه الظنون الشخصية وسوء الفهم، وهذا كما قلتُ سببه انفتاح الروح الباطنة والنفس الخفية لوساوس الشيطان ومزالق الهوى وأصل هذا الكره أمران:
1- الحقد.
2- الحسد.
وهذا الكره دل الكتاب والسنّة الصحيحة واجماع أخيار علماء هذه الأمة على تحريمه وسوء نتيجته في الحياة على الشخص الذي يكره في غير ذات الله.
وفي الجملة فلا يجوز الهجر من أجل الكراهية إلا لصاحب البدعة أو المعصية الظاهرة بعد النصيحة، وتكرارها، فيُهجر لكن في ذات الله لأن الحكمة من الهجر ليس من أجل التضييق عليه أو عزله أو مجاوزة الحد في الحكم، بل الحكمة من هذا حتى يشعر المبتدع والعاصي بذنبه وبدعته ومعصيته فيرتدع عنها ويعود إلى التوبة وطريق الحق.
والكُره هذا ميزانه، إما أن يكون في ذات الله وإما أن يكون لقصد شخصي، والإنسان على نفسه بصيرة، يعرف نفسه ونيته وهدفه حتى من مجرد قراءته لكتاب ما..
|