يحق لكل شخص أن يختار موهبة يبدع فيها ويحق له نشرها والتباهي بها وعرضها للآخرين. لكن لا يحق له أن يتعرض لأحد من خلالها ولا أن يحكم لأحد بخير أو شر. فإن كان مجاله يلمس بشكل مباشر الأشخاص فإن عليه أن يتخذ الموضوعية رفيقاً لدربه.
من هذا المنطلق الذي لا أظن أنه يعارضه أحد، أحببت التعليق على مقال نشر في 20-3-1425ه للكاتبة أميمة الخميس تحت عنوان (نوافذ)، والذي بدأته ب(عندما بات الإرهاب كاللقيط الأجرب:).. أقول مستعينة بالله: يحق لك أن تكتبي عن الإرهاب كغيرك لكن بدون أن تمسي فئة أو تجرحي فئة أخرى! لماذا وصمت اللقيط بالجرب؟ ومن قال لك إن اللقيط يتبرأ منه الجميع؟ اللقيط شخص لا ذنب له حمله المجتمع خطأ أبويه وليس أجرباً، بل الأولى أن يوصم الأبوان بالجرب إذا سلمنا رضاهما بالجريمة، أما اللقيط فإنما هو نتاج لا يحمل مسؤولية البذرة.
وكم من اللقطاء والمجتمع شاهد على ذلك أصبحوا من خياره، بل هم أطهر لأنهم أقرب للجرح، ومما أرى وأسمع تدافع فئات من المجتمع على رعاية هذا اللقيط وإيوائه لينموا وسط جو عائلي يسعد فيه بعكس ما ذكرتِ من أن الجميع يلقي به إلى الخندق المقابل.
فاطمة سليمان / بريدة |