بالعلمِِ والعدلِ يعلو كل مَعْتَزِمِ
هامَ المعالي ويجلو الهمَّ بالهِمَمِ
وبيرقُ المجدِِ في العلياءِ يرفعُهُ
مدٌّ مِنَ العزمِ بينَ السيفِِ والقلمِ
تسمو الثلاثةُ والعشرون شعلتُها
شعَّتْ ضياءً على الأوطانِ والأُممِ
تسمو الثلاثةُ والعشرون في ألقٍ
كأنها بيرقٌ في قمةِ القِمَمِ
فهدُ بنُ عبدِالعزيزِ اختارَ عزَّتَها
هذا حصينُ الحمى من سالفِ القِدَمِ
هذا الحكيمُ إذا ضاقتْ منافِذُها
هذا سليلُ التقى المجبولُ بالشَّمَمِ
هذا لواءُ المعالي تاجُ عزَّتنا
سيفُ الرجولةِ مصقولٌ من الشِيَمِ
حامي العقيدةِ في عرنينهِ شممٌ
يمناهُ أكثرُ إغداقاً من الدّيمِ
كالصبحِ أشرقَ في نجد يعانقُها
يبني الحضارةَ بالإيمانِ والحِكَمِ
كالسيفِ يسطعُ في آفاقنا ألقاً
كالغيثِ جادَ على الأوطانِ بالنِعَمِ
كالكوكب انتشرتْ نوراً فضائله
ما أبهجَ الخلقَ مبنياً على الكرمِ
عيناك سفرٌ وتاريخٌ لعزتِنا
عيناك نورٌ ونبراسٌ من الذَِّممِ
عيناك فهدٌ لفتح القدسِ منطلقٌ
عيناك فجرٌ وشلالٌ من القيمِ
لما الكويت اشتكت من جور نازلةٍ
صنتَ الذّمارَ فلمْ تهدأْ ولم تنم
أدركتُ أنَّ حقوقَ الجارِ واجبةٌ
والحرُّ يسعى إلى الأمجادِ بالهِمَمِ
حاربتَ كلَّ صنوفِ الشرِّ مرتدياً
شالَ الشهامةِ لم تأبه لمقتحمِ
ترنو إليكَ مع النجوى ضمائرُنا
كما تتوقُ كرامُ الناسِ للقيمِ
لبيكِ يا قدسُ هذا فهدُ أمتِنا
يلوي المنايا كسيلٍ جارفٍ عَرِمِ
يبني صروحاً من الأمجادِ يرفعها
بالعدلِ والخلقِ بالإيمانِ والقلمِ
تهفو القلوبُ إلى أنوار جبهتِهِ
كالزرعِ يهفو إلى الأنداءِ والديمِ
نخلُ الجزيرةِ لا تثنيه عاصفةٌ
دوماً تراهُ يباريْ شامخَ القِمَمِ
الحاقدون على نجدٍ وعفَّتِها
لاكوا مرارَ الأسى الممزوجِ بالندمِ
هذي الحجازُ عيونُ الله تحرسها
لابدَّ للغدرِ أنْ يهويْ إلى العَدَمِ