عقب تزايد شكوك في تسرب أموال نحو دعم أعمال إرهابية
تجميد أصول مؤسسة الحرمين الخيرية حتى إشعار آخر
عادل الجبير : تشكيل لجنة للإشراف على الأعمال الخيرية خارج المملكة

  * الرياض - محمد العيدروس :
اتجهت الأنظار بشكل لافت يوم أمس نحو مؤسسة الحرمين الخيرية مجدداً ، وترددت أنباء عديدة حول وجود توجه سعودي - أمريكي نحو تجميد أصولها ، عقب تزايد الشكوك في تسريب أموالها نحو جهات مشبوهة ترعى الإرهاب .
وكانت السفارة السعودية في واشنطن قد عقدت عند الساعة السادسة من مساء أمس مؤتمراً صحفياً مشتركاً بين مستشار الشؤون الخارجية لسمو ولي العهد الأستاذ عادل الجبير ومسؤولين في الخارجية الأمريكية ، نقلته على الهواء مباشرة عدة قنوات فضائية .
وأكد المستشار الجبير أنه سيتم حل مؤسسة الحرمين الإسلامية وجمعيات أخرى خاصة ، أو إخضاع نشاطاتها الخارجية وأموالها لإشراف اللجنة الوطنية السعودية للأعمال الخيرية في الخارج والتي تم تشكيلها حديثاً .
وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية في الوقت نفسه أن خمسة فروع إضافية لمؤسسة الحرمين التي حظر نشاطها في الولايات المتحدة ، قد توضع على القائمة السوداء للمنظمات الداعمة للإرهاب ؛ بسبب (الدعم المالي والمادي واللوجستي الذي قدمته لشبكة القاعدة ومنظمات إرهابية أخرى) ، وفقاً للوكالة الفرنسية (أ.ف.ب) .
والفروع الخمسة موجودة في أفغانستان وألبانيا وبنغلاديش وإثيوبيا وهولندا.
وفي يناير الماضي أعلنت الولايات المتحدة والمملكة انهما اتخذتا إجراءات لإغلاق فروع المؤسسة في إندونيسيا وكينيا وباكستان وتنزانيا .
وقال المستشار الجبيري : إن المملكة تعمل على تحديد وقطع مصادر تمويل المنظمات الإرهابية ، وأضاف : أجرينا مسحاً لحسابات منظماتنا الخيرية للتأكد من أنها تذهب إلى الأشخاص المعنيين بها .
وأكد أن اللجنة الجديدة ستخضع لرقابة مالية مشددة وستعمل وفقاً لسياسات واضحة ؛ لضمان عدم إساءة استخدام الأموال الخيرية المخصصة للمحتاجين
فرع الحرمين في الرياض:
لم نتلق بيانا رسمياً
في غضون ذلك نفت مؤسسة الحرمين الخيرية في العاصمة الرياض تلقيها أنباء رسمية حول ذلك . وقال الشيخ دباس الدباسي مدير المؤسسة في اتصال هاتفي أجرته معه الجزيرة مساء أمس .. انه حتى الساعة السادسة لم يتلق ما يفيد بتجميد أصول المؤسسة وفضل التعليق بعد انتهاء المؤتمر الصحفي .
د. أبو حليقة: لا يمكن لتلك الأموال أن تتحرك
من جهته أكد الدكتور إحسان بوحليقة عضو مجلس الشورى والخبير الاقتصادي .. ان أموال مؤسسة الحرمين ستبقى مجمدة في الحسابات ولا يمكن تحريكها أو التصرف بها حتى تتضح الأمور على حقيقة واضحة .
وبيّن د. بوحليقة ان الأمور الان في مرحلة انتقالية ، إلا انه لابد من التأكيد هنا ان مجتمعنا مجتمع يعشق عمل الخير ويسعى إليه ويحرص على الإغاثة ، وبالتالي فان كل من تبرع كان هدفه إنسانيا .. خيرياً وبهدف التقرب الى الله .
واشار د. بوحليقة ان المملكة اتخذت - مؤخراً - وفي سياق ريادتها لمحاربة الإرهاب وتمويله مجموعة من النظم المتخذة وانشأت مؤسسات للتأكد ان جميع الأموال (التبرعات) تذهب لعمل الخير في مفهومه الواضح.
وقال : ان هناك نظامان صدرا مؤخراً ، الأول يتعلق بمحاربة تمويل وغسيل الأموال على أعلى المستويات ، ووفقاً للمعايير الدولية عبر منظومة متكاملة .. والثاني إنشاء مؤسسة مركزية هدفها التثبت من أساليب دعم وتمويل الإرهاب وأين تذهب أموال المساعدات وهل تتجه نحو مستحقيها فعلاً دون أغراض أخرى ؟
د. الجعفري:
لا علاقة لنا بالمؤسسة
أما الدكتور عبد الرحمن الجعفري رئيس لجنة الشؤون المالية بمجلس الشورى ، فأكد ل(الجزيرة) ان مؤسسة الحرمين الخيرية لا تخضع لمتابعة المجلس باعتبارها مؤسسة خيرية خاصة . وقال : ان المجلس يتابع أعمال ومرجعيات المؤسسات التابعة لوزارة المالية فقط .
وزارة الشؤون الاجتماعية: مسؤوليتنا الجمعيات التي تعمل داخل المملكة فقط
وليس لديها فروع
ويؤكد الأستاذ ضيف الله البلوي المشرف على الجمعيات والمؤسسات الخيرية بوزارة الشؤون الاجتماعية ، عدم تبعية أو علاقة مؤسسة الحرمين الخيرية للوزارة وانظمتها باعتبارها تتبع مؤسسة خاصة ومجلس إدارة مستقلة.
وقال : نحن مسؤولون مباشرة عن الجمعيات الخيرية التي تعمل في الداخل وتلك لا فروع لها في الخارج على الإطلاق.