تغيرت عاداتنا وسلوكياتنا الغذائية كثيراً عما كانت عليه في الماضي، فبدلاً من التمر واللبن اللذين تؤكد أحدث الدراسات كل يوم ما يحويانه من فوائد جمة، بدءاً من تزويد الجسم بالكثير من العناصر المفيدة، وحتى الوقاية من عدد كبير من الأمراض المرتبطة بالجهاز المناعي، بدلاً من أطعمتنا الطيبة هذه، ظهر (الشيبس)، والمقرمشات، والمعجنات، والمخبوزات المحمرة، وأطعمة (التيك أواي) التي يتناولها كثير من الشباب والأطفال في المدارس والأندية الرياضية، وحتى أثناء قيادة السيارات، واستذكار الدروس، أو مشاهدة التلفزيون، أو ممارسة العمل.
وحتى وقت قريب لم ينتبه العالم إلى خطر أطعمة (التيك أواي) على الصحة العامة لكل من يتناولها - ولا سيما الأطفال - إلا أنه في السنوات القليلة الماضية ظهر طوفان من الدراسات والأبحاث الطبية المتخصصة تؤكد مدى خطورة هذه الأطعمة، ووصل بعضها إلى توجيه أصابع الاتهام صراحة لهذه الأطعمة باعتبارها المسؤول الأول عن أمراض خطرة على رأسها سرطان القولون والمستقيم، والبدانة المفرطة، والأنيميا، وضعف الجهاز المناعي، وهشاشة العظام، وقائمة طويلة من الأمراض، لكن للأسف فإن الشركات المنتجة لهذه الأطعمة، وهي شركات عالمية تنتشر وكالاتها في جميع أنحاء العالم، استطاعت التشويش على نتائج هذه الدراسات، والاحتفاظ بزبائنها من الأطفال والشباب، بل واجتذاب زبائن جدد من خلال حملات إعلانية جيدة التخطيط والتنفيذ، وباستغلال نجوم المجتمع من المشاهير في جميع المجالات.
ومؤخراً توصلت دراسة حديثة اجرتها الأستاذة هبة عاطف بكلية العلوم في مصر إلى أن أضرار تناول هذه الأطعمة بالنسبة للأطفال ترجع إلى تكون مادة سامة تسمى (الأكريلاميد)، تتكون نتيجة طهو المواد النشوية تحت درجة حرارة عالية، وهي مادة ذات تأثير بالغ الخطورة على الكبد والقلب والكلى والعظام، وأخطر ما تضمنته هذه الدراسة انها وجهت تحذيراً صريحاً للأمهات الحوامل بعدم تناول مثل هذه الأطعمة، نظراً لخطرها الشديد على صحة الأجنة.
فهل تكون نتائج هذه الدراسات نذيراً لمدمني هذه الأطعمة قبل أن يستفحل الداء؟ وهل يعي الآباء والأمهات أن تقديم هذه الأطعمة للأطفال اشبه بتقديم السم لهم؟ نأمل ذلك.
|