حلقات أعداها صالح ال ذيبة - حسن ال شرية:
نصحبكم اليوم في رحلة إلى محافظة خباش لنتعرف على موقعها الجغرافي وأبرز معالمها التنموية
خباش
تعد (خباش) من المحافظات النامية التابعة لمنطقة نجران نظرا لقربها ووقوعها في اتجاه الزحف العمراني والتنموي لمنطقة نجران الذي يتجه شرقاً.. ونظرا للرعاية والاهتمام المتواصل بها، وبجميع المحافظات الاخرى التابعة لمنطقة نجران من قبل صاحب السمو الملكي الأمير- مشعل بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة نجران - حفظه الله-.
وهي محافظة غنية بالمياه الجوفية، ولعل هذا هو السبب الرئيس الذي جعل منها محافظة زراعية بدرجة كبيرة.. يغطي مساحة واسعة منها مسطحات خضراء من الأشجار والمحاصيل الزراعية التي توفر جزءا كبيرا من الإنتاج الزراعي بمنطقة نجران، وتتمتع محافظة خباش بمناظر رائعة تشكلت من تداخل ذلك البساط الأخضر الساحر برمال صحراء الربع الخالي الذهبية الذي تفترش المحافظة أطرافه الجنوبية الغربية.
وعندما نتحدث عن هذه المحافظة في الماضي القريب، فقد كان يسكنها بعض القبائل من البدو.. وكان مصدر الماء الذي يعتمدون عليه فيها لتوفير احتياجاتهم من مياه الشرب، وكذلك احتياجات ماشيتهم من الإبل والأغنام هو (بئر خباش) التي كانت توفر المياه الضرورية التي يحتاجونها للشرب، وغيره من أمور المعيشة.
وفيما يلي نبذة ميسرة، عما صارت عليه هذه المحافظة في وقتنا الحاضر.
البداية
انطلقنا عند الساعة السابعة صباحاً من مكتب الجزيرة بنجران لنسلك بعد ذلك الطريق الرئيس الذي يربط منطقة نجران بمحافظة شرورة الذي تقع عليه محافظة خباش التي نقصدها، وفي تمام الساعة السابعة والنصف دخلنا المحافظة لنتوجه بعد ذلك لمركز الإمارة فيها لنلتقي وكيل المحافظة- علي بن محمد شامان آل منصور.. الذي رحب بالجزيرة وأبدى اعتزازه بما تقوم به من جهد ملموس، وبالذات على صفحة (حدود الوطن) التي تعرف عن طريقها على بعض المحافظات والقرى بشكل أوضح.. وعند سؤالنا له عن المحافظة تحدث لنا عنها بشكل عام حيث قال.. إن منطقة نجران تحظى وجميع محافظاتها بوجه عام باهتمام كبير من صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة نجران - حفظه الله - وقد نالت محافظة خباش نصيبها الوافر من ذلك الاهتمام ابتداءً من رفعها من مركز إلى محافظة يتبعها عدد من المراكز.. تم التوجيه الكريم لجهات الاختصاص بالعمل على توفير كافة مقومات التنمية لها في فترة وجيزة هي عمر المحافظة الذي لا يتجاوز الخمس سنوات حققت خلالها قفزة كبيرة تمثلت في إيجاد معظم الخدمات بدءاً بالتعليم، حيث تم إكمال مراحل التعليم العام بالمحافظة بفئتيه بنين وبنات، ثم المجال الصحي، حيث تم تأمين نواقص المركز الصحي بالمحافظة والمتمثلة في عيادة أسنان وطبيبة نساء ومختبر وقسم أشعة، وفي مجال الاتصالات تم تغطية المحافظة بخدمة الهاتف الثابت والجوال، كما تم في مجال خدمات البلدية سفلتة جزء كبير من الطريق الرئيس بالمحافظة الذي يفصل الأحياء السكنية عن المخططات الزراعية ويخدم سكانها جميعاً.. وتم كذلك تأمين النظافة على امتداد هذا الطريق إضافة إلى استحداث مخطط سكني بالمحافظة تم الانتهاء من توزيع جزء منه على السكان.. أما الطرق، فقد تم الانتهاء من مشروع وصلة الطريق التي تربط المحافظة بطريق نجران شرورة العام، كما سبق أن نفذ مشروع طريق الأمير مشعل الذي يتفرع منه طريق الخرعاء ماراً بجميع المخططات الزراعية في تصلال وحايرة السلم وربطها بطريق نجران شرورة الرئيس.. ويستفيد منه جميع سكان هذه الأحياء.. كل هذه الإنجازات نتيجة لتوجيهات ومتابعة سمو سيدي أمير منطقة نجران الأمير مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، ثم تضافر الجهود من قبل جهات الاختصاص المعنية.. هذا فيما يخص ما سبق أن تم توفيره من خدمات لهذه المحافظة باختصار، أما ما هو ضمن الميزانية القادمة فهناك مستشفى خباش العام، وبعض المرافق التعليمية، وكذلك توفير أفرع لما تبقى من الإدارات الحكومية بالمحافظة.. وبعون الله تعالى ثم بعزم ولاة أمر هذه البلاد وعلى رأسهم مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني ستتحقق جميع مطالب النمو والازدهار التي يحلم بها كل مواطن.. ومحافظة خباش جزء لا يتجزأ من هذا الوطن الحبيب المحفوظ بإذن الله العلي القدير من كل مكروه.
بعد ذلك قمنا بطرح بعض النقاط حول المحافظة من ناحية الموقع والتضاريس والسكان وغير ذلك.. فإلى خلاصة الحديث..
الموقع
تقع محافظة خباش في الجهة الشرقية من منطقة نجران على الأطراف الغربية الجنوبية من صحراء الربع الخالي.. وهي تبعد عن منطقة نجران حوالي الـ(65) كيلو مترا تقريباً، وجميع هذه المسافة مسفلتة حيث إنها تقع على الطريق الرئيسة التي تربط منطقة نجران بمحافظة شرورة.. وهي تشغل مساحة تقدر بـ(10400 كم2) تقريباً.
التضاريس
تضاريسها في الشكل العام صحراوية بسبب محاذاتها، كما أسلفنا لصحراء الربع الخالي غير أن جزءا منها، وهو ليس بالقليل زراعي تنتشر فيه الأشجار والمحاصيل المثمرة كالحمضيات التي اشتهرت بها منطقة نجران والنخيل والقمح والخضراوات كالطماطم والخيار والجزر وغيرها.. وقد ساعد في توسع هذا البساط الأخضر وفرة المياه الجوفية الارتوازية، كما يوجد بها بعض الجبال المتفرقة هنا وهناك.
سبب التسمية
سميت محافظة خباش هذا الاسم نسبة إلى جبل يقع للجنوب من المحافظة وعلى بعد (15) كيلو مترا تقريبا،ً ويطلق عليه مسمى (قرن خباش)، وقد أطلق هذا الاسم على هذا الجبل منذ زمن بعيد جداً.. والسكان هنا في محافظة خباش جميعهم يؤكدون نسبة اسم المحافظة الحالي لذلك الجبل.. ولكن مالا يعرفونه هو لماذا أطلق هذا الاسم على هذا الجبل، وماذا يعني وأي قصة أكسبته هذا المسمى (قرن خباش).
حدود محافظة خباش الإدارية
يحد محافظة خباش من الجهة الشمالية عدة مراكز تابعة للمحافظات الشمالية لمنطقة نجران حيث يحدها مركز الحصينية التابع لمحافظة حبونا، وكذلك مركز ثجر التابع لمحافظة ثار ومركزا منادي والمندفن اللذان يحدانها من الجهة الشمالية الشرقية، وهما يتبعان لمحافظة يدمة أما من جهة الشرق فإنه يحدها مركزا الكناور وتماني التابعان لمحافظة شرورة.. أما عن حدودها الجنوبية فإنه تحدها الجمهورية العربية اليمنية الشقيقة، وأخيراً يحدها من جهة الغرب مركز ريمان التابع لمنطقة نجران.. كانت هذه هي الحدود الإدارية لمحافظة خباش.
وتعتبر محافظة خباش من محافظات الفئة (ب) حيث تم تحويلها من مركز إلى محافظة في العام 1419هـ نظراً لتطورها وتقدمها السريع نحو التنمية والتكامل الذاتي.
السكان
يبلغ تعداد سكان محافظة خباش حوالي الـ(15) الف نسمة تقريباً، ومعظم هذه الكثافة السكانية تتمركز في مركز الخرعاء..، وقد كان أغلب سكان هذه المحافظة قديماً يعملون في مجال الرعي وتربية الماشية نسبة لطبيعتهم البدوية التي تفرض عليهم ذلك، أما اليوم فمعظم هؤلاء السكان يعملون في قطاعات الدولة المختلفة، والجزء الآخر منهم يعملون في مجال الزراعة، بعد أن وفرت لهم الدولة القروض الزراعية الضرورية لدعم مثل هذا المجال والمهنة المهمة التي تستفيد منها المنطقة في توفير احتياجاتها من المنتجات الزراعية المختلفة.. ومن تبقى من هؤلاء يعملون في التجارة وتربية الماشية.
المراكز التابعة لمحافظة خباش
يتبع لمحافظة خباش ستة مراكز معظمها طبيعته صحراوية، والبعض الآخر زراعي، وهذه المراكز هي كالآتي:
أولاً مركز النقيصاء.. وهو يبعد عن المحافظة حوالي الـ(50) كم ويقع في الجنوب الشرقي لها.
ثانياً. مركز الهويمل، وهو يبعد عن المحافظة حوالي ال (120) كم، ويقع في الجنوب الشرقي.. ويوجد في هذا المركز نقطة صحية.
ثالثاً.. مركز المحياش.. وهو يبعد عن المحافظة حوالي ال (75) كم، ويقع في الاتجاه الشرقي.. ويوجد بالقرب منه آبار أثرية قديمة جداً يطلق عليها (آبار المحياش).
رابعاً.. مركز أم الوهط.. وهو يبعد عن المحافظة حوالي ال (115) كم، وهو كذلك يقع في الاتجاه الشرقي.
خامساً.. مركز أبو شداد.. وهو يبعد عن المحافظة حوالي الـ(70) كم ويقع في الشمال الشرقي من خباش.
سادساً.. مركز الخرعاء.. وهو يبعد عن المحافظة حوالي الـ(20) كم ويقع بالاتجاه الغربي بالنسبة لخباش.. ويقطنه الأغلبية من السكان، لذلك يعتبر مركز مهما جداً من مراكز النمو بالمحافظة، وكذلك تصلال القريب منه.
مصادر المياه بالمحافظة
توفر المحافظة احتياجاتها من المياه عن طريق الآبار الارتوازية الجوفية المحفورة بالقرب منها.. والمحافظة غنية بالمياه الجوفية التي تسد احتياج المواطن للشرب وغيره.
الأحياء السكنية
تمتد الأحياء السكنية بمحافظة خباش باتجاه الشرق من مقر الإمارة على امتداد الطريق الرئيس للمحافظة الذي يخترقها من الوسط سالكاً اتجاه الشرق ( جزء منه مسفلت والجزء الآخر معبد ترابياً) وهذه الأحياء تقع في الجانب الجنوبي منه.. وهي:
حي الجامع - حي حرجة مشعل - حي خباش ، أما المخططات السكنية الجديدة بالمحافظة فلا يوجد الآن سوى مخطط سكني واحد يقع في الغرب من محافظة خباش.
التعليم بمحافظة خباش
حظيت محافظة خباش كغيرها من محافظات منطقة نجران باهتمام كبير من الناحية التعليمية التي لطالما حرصت حكومتنا الرشيدة على توفيرها لكل مواطن على ثرى هذه الأرض الطيبة.. وما نراه اليوم من منشآت تعليمية بالمحافظة شملت جميع المراحل الدراسية على اختلافها ولكلا الجنسين بنين وبنات إلا دليل واضح على ذلك الاهتمام الكبير الذي توليه حكومة هذا الوطن الحبيب لهذه المحافظة ومواطنيها .
فنجد أن أول مدرسة ابتدائية للبنين بمحافظة خباش تأسست في العام 1396هـ وأول مدرسة ابتدائية للبنات تأسست في العام 1412هـ.
الجانب الزراعي بالمحافظة
تتمتع المحافظة بمساحة زراعية كبيرة تمتد على طول الطريق الرئيس بالمحافظة من جهته الشمالية.. وقد تم تقسيمها إلى مخططات زراعية، وهي الآن منتجة وتنتشر فيها أشجار النخيل وغيرها من الأشجار المثمرة، كما توجد فيها بعض البيوت المحمية التي تنتج أنواعا مختلفة من الخضار، وقد ساعد على استمرار الزراعة في هذه المحافظة، كما أسلفنا سابقاً توفر المياه الجوفية بشكل كاف يمكن من استغلال هذه المساحات الخصبة في مجال الزراعة.. لذلك كان من الضروري تواجد فرع للزراعة يساهم في تطوير هذا الجانب الاقتصادي المهم.
مركز صحي خباش
من منطلق الأهمية الكبيرة للجانب الصحي الذي يساهم في تخفيض المعاناة لدى المواطنين ضد الأمراض، ويساعد كذلك في بناء جيل قوي سليم من الأمراض يتمتع بالصحة والعافية حرصت حكومة هذه البلاد الرشيدة على توفير هذه الخدمة الضرورية والمهمة جداً للجميع ابتداء بالمدينة، فالمحافظة فالقرية فالهجرة، وأي مكان يتواجد فيه المواطن على هذه الأرض المباركة. من هذا المبدأ المشرف تم تأسيس مركز صحي خباش، وذلك في العام 1409هـ حيث بدأ بطبيب وعدة ممرضين، وموظف سجلات ومراقب وصيدلية، ثم بعد ذلك تمت عملية تطويره وتأمين النواقص التي يحتاج إليها.. كعيادة الأسنان وطبيبة للنساء ومختبر قسم خاص للأشعة.. جميعها منحت بتوافرها الراحة للسكان في هذه المحافظة، بعد أن كانوا يقاسون مشقة وعناء الطريق للمراجعة في أماكن بعيدة عنهم.
المشاريع بالمحافظة
لقد كان من ضمن المشاريع المنفذة مؤخراً.. مشروع سفلتة الطريق الفرعي الذي يربط محافظة خباش بالطريق الرئيسة (نجران - شرورة) أما ما يخص المشاريع المعتمدة التي سيبدأ العمل فيها قريباً.
اولاً مشروع مستشفى خباش العام الذي ستكون سعته ثلاثين سريراً.. ويعتبر من أهم المشاريع بالمحافظة.
ثانياً مشاريع خاصة ببعض المرافق التعليمية التي مازالت المحافظة بحاجة إليها.
ثالثاً مشاريع بناء لبعض فروع الإدارات الحكومية المهمة والضرورية.
الإدارت الحكومية بالمحافظة
يوجد بمحافظة خباش بعض فروع الإدارات الحكومية المهمة وهي مركز المحافظة والمركز الصحي ومركز للشرطة ومدارس بنين وبنات بكافة مراحلها.. كذلك مركز لأمن الطرق، كما يوجد بها قطاع خباش (حرس الحدود) ومكتب للبريد.
احتياجات المحافظة
بالنسبة لاحتياجات المحافظة من الإدارات الحكومية فهو:
الدفاع المدني - الهلال الأحمر - محكمة - مجمع قروي - ضمان اجتماعي - وجمعية خيرية.
اما احتياجها من المشاريع التنموية فهو:
تنظيم الأحياء السكنية القديمة.
سفلتة الطرق الرئيسة والفرعية وإنارتها.
صيانة الطرق الحالية
زراعة وتشجير واجهة المحافظة ووضع بعض المجسمات الجمالية بمدخل المحافظة وبجوار الدوائر الحكومية.
كانت هذه هي خلاصة جولتنا في محافظة خباش.. تلك الروضة الخضراء التي افترشت رمال الصحراء.. فكانت دليلاً واضحاً على عزيمة الإنسان السعودي الذي أصرعلى معانقة الصحراء والبقاء ليجعل من أرض جرداء جنة غناء كلها خير ورخاء.. فإلى مزيد من التقدم لك أيتها المحافظة الرائعة، وإلى كافة محافظات مملكتنا الحبيبة.
|