الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى وبعد..
لقد حفظ الإسلام للمرأة المسلمة كافة حقوقها كما أوجب على الرجل احترام تلك الحقوق ولكن ما يحدث الآن في عصرنا الحاضر من استبداد بعض الرجال وظلمهم للمرأة الموظفة يجعلنا نستشعر الفارق الكبير بين رجل الأمس ورجل اليوم، فرجل اليوم قد يحول حياة زوجته إلى جحيم لايطاق بسبب راتبها فالويل لها إن لم تعطِه أو تساعده وكأن راتبها حق مشروع له، مع أن شريعتنا الغراء أوجبت على الرجل الانفاق على زوجته وأولاده حتى لو كانت الزوجة غنية والزوج فقيراً، فالنفقة هنا من واجب الزوج فقط وليس على المرأة مساعدته في النفقة أو غير ذلك إلا أن قامت بذلك طواعية ورضى منها. فإن أعطت المرأة زوجها مالها أو جزءاً منه وهي راضية بذلك كان بها ونعمت وإلا فلا يحق للزوج شرعاً إجبارها على ذلك أو اغتصاب مالها فإن الإسلام بين أن هذا الأمر يعتبر جريمة يعاقب عليها الزوج. أما رجل الأمس وبعض رجال اليوم (وقليلٌ ماهم) الذين يترفعون عن مال الزوجة إلى حد أن أحدهم قد يغضب ويتمعر وجهه لو عرضت عليه زوجته المساعدة بمالها مع أنه هو الذي وهب لها ذلك المال فهؤلاء حقاً يستحقون وسام العفة والشهامة والرجولة.
وختاماً: أقول لكل من يلهث جرياً خلف مال امرأته: إربأ بنفسك عالياً للثريا ولا تنزل إلى الحضيض وأنك مهما اعتليت وارتفعت فإنك تبقى صغيراً في عين زوجتك وأعين الآخرين وإذا أردت المال والرزق فاطلبه من الرزاق ذي القوة المتين.
ابتسام عبدالعزيز الجبرين / الرياض |