في رصد ميداني للـ «الجزيرة »
سوق العقار بالمدينة تشهد انتعاشاً متواضعاً

* المدينة المنورة - مروان عمر قصاص:
في رصد (للجزيرة الاقتصادية) لمؤشرات سوق العقار بالمدينة المنورة من خلال استقراء لآراء عدد من الشركات والمكاتب العقارية العاملة بالمنطقة تأكد ان السوق شهدت في الآونة الأخيرة انتعاشاً متواضعاً إلا أنه ايجابي وفعال في تحريك مؤشرات هذا السوق التي تتجاذبها فترات حركة وركود في منطقة هامة تشهد إقبالا كبيراً من المستثمرين الذين يعرفون مدى الجدوى الاقتصادية لاستثماراتهم في هذه المنطقة باعتبارها واحدة من اهم مناطق الجذب السياحي النوعي في البلاد وقد اكدت المعلومات التي استقتها (الجزيرة الاقتصادية) ان الأنشطة العقارية بلغت ذروتها في المدينة المنورة خلال الأسابيع القليلة الماضية التي سبقت بدء الاجازة الصيفية السنوية للمدارس والتي تشهد فترة ركود شبه شامل حيث يتوقف معها النشاط لفترة تمتد قرابة الثلاثة شهور نظراً لسفر الكثير من أرباب رؤوس الأموال الذين يحركون هذه السوق وتم خلال العام الماضي تنفيذ نحو 20 مشروعاً استثمارياً بلغت قيمتها 663 مليون ريال انفقت في المنطقة المركزية.
وقد أكدت مصادرنا ان حركة سوق العقار النشطة تجاوزت المنطقة المركزية الأكثر حركة في هذا المجال عطفاً على ارتفاع سعر المتر المربع بها وشملت العديد من المخططات السكنية خارج المنطقة المركزية التي شهدت نشاطاً ملحوظاً حيث تركزت حركة العمران في الشمال والشرق ضمن النطاق العمراني للمدينة المنورة، ويقول الأستاذ خالد حامد معلا نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة المدينة المنورة ورئيس اللجنة العقارية في تصريحات ل(الجزيرة الاقتصادية) ان ما شهدته تلك المخططات من حركة تعمير نشطة جاء نتيجة الاقبال الجيد على الانشطة التجارية والسكنية بالمنطقة في ظل النمو الجيد في مجال الاستثمار العقاري على اثر حركة التوسع العمراني وخروج السكان إلى المخططات الحديثة.
وأرجع المعلا عوامل تنامي الحركة العقارية في المدينة المنورة إلى أسباب منها وفرة السيولة المالية وعودة الكثير من رؤوس الأموال المهاجرة وارتفاع نسبة من لا يملكون مساكن خاصة في البلاد إضافة إلى ما تطرحه البنوك وشركات التقسيط من تسهيلات جيدة وقيام بعض البيوت الاستثمارية بتشييد وحدات سكنية وطرحها للبيع بالتقسيط كما ان الحركة التجارية وازدياد نشاط العمرة في السنوات الأخيرة ساهم بشكل فعال في قيام العديد من المشروعات العقارية في المدينة.
وأضاف معلا قائلاً: ان من الأسباب الاخرى ان المدينة المنورة تنفرد بالعديد من المزايا التي تجعلها منطقة جذب جيدة للاستثمارات العقارية العالية والمأمونة ومن هذه المزايا ما تتمتع به من قدسية أهلتها لأن تشهد سنوياً حركة كبيرة في قدوم المعتمرين والحجاج وقد ساهمت التنظيمات التي اقرتها الدولة بفتح العمرة في زيادة اعداد المعتمرين على مدار العام والذي ساهم باقبال الكثير من المستثمرين على الاستثمار العقاري والتجاري بالمدينة المنورة.
وفي اطار رصدنا حول سعر المتر في المدينة المنورة ومن خلال استطلاع آراء نخبة من العقاريين الذين اجمعوا على ان سعر المتر يعتمد على الموقع وقربه من المنطقة المركزية اضافة إلى المساحة وسمة المنطقة من حيث عدد الأدوار وفرصة الاستثمار فيها كمشروعات تجارية سكنية مؤكدين ان المناطق ذات السمة المشتركة استثمارياً (سكني وتجاري) يتراوح ما بين 2000 - 6000 ريال للمتر المربع خارج حدود المنطقة المركزية، فيما يتراوح سعر قطعة أرض بمساحة 600 متر مربع داخل الحدود الشرعية في مخطط سكني معتمد تتراوح قيمتها في المتوسط ما بين 220 - 300 الف ريال فيما يمكن ان تتوفر بسعر لا يزيد عن 100 الف ريال لنفس المساحة أو اقل في مناطق عشوائية تشكل للمستثمرين مغامرة محفوفة بالمخاطر في احتساب العائد على إعادة قيمة البيع، ويتناقص السعر كلما ابتعد الموقع عن وسط المدينة وحدود الحرم الشرعي ليصل في الأطراف إلى سعر 180 - 200 ريال للمتر المربع.