العظة من القلب تنفذ إلى القلب.. والعظة من اللسان قد لا تجاوز الاسماع.. والذي يعظ على علم بما يقول يدعمه بالحجة.. ويسنده بالاثر الصحيح.. بأسلوب علمي مركز هو بدوره مدعاة للحفول بقوله.. والاهتداء الى ما يرشد اليه.. متى كان عاملا بما يقول ومحققاً للاغراض التي يوجه اليها البشر.. ان الزاد العلمي والثقافي واستعمال الاسلوب المحسوب الملموس له بالغ الاثر في اقناع السامع.. وتقديم طبق توجيهي دسم ينم عن الاحساس العميق بما للموعظة من قيمة فعالة.
وما يواكبها من استعداد علمي ومنطقي رصين.. ان العلم الكامل المحاط بالادلة والبراهين عنصر هام جداً في هذا المجال وعلى الواعظ ان يكون عالماً تمام العلم بما يقوله.. ويعبر عنه.. وان لم يكن كذلك فسيتيه في محور كلامي لا رابط له.. ومن ثم لا ينتفع هو.. ولا ينتفع السامعون..وهناك شيء هام.. وهو فهم الدليل المطلوب للقضية المبحوثة.. وايراده بصورة صحيحة.. سليمة. لا يكتنفها الخطأ ان في مضمونها الموضوعي.. او سبكها اللغوي.. ومع هذا اجد من الهام جدا ان تكون اللهجة مصطبغة بالاناة.. ورشاقة الاسلوب ومراعاة شعور السامع.. دون خدش لكرامة المسلم.. ووصفه بنعوت لا مبرر لها.. انني في النهاية اركز على ايجابية العمل قبل القول.. وعلى طلب العلم قبل ابلاغه للناس.. فان القضايا الانسانية تحتاج إلى رجل عرف الانسان وما يصوره من نقص.. ودرس المشكلات وجعل من نفسه طبيباً يعمل بمبضغ الاخلاص لحل هذه المشكلات ومن الله العون والسداد.
|