في مثل هذا اليوم من عام 1989م، ومع بداية دخول التظاهرات المنادية بإصلاحات ديموقراطية في الصين أسبوعها السابع، أصدرت الحكومة الصينية أوامر إلى جنودها ودباباتها بالسيطرة على ميدان تيانانمن في بكين مهما كانت التكلفة، ومع غروب شمس يوم 4 يونيه استطاعت القوات الصينية أن تخلي الميدان بالقوة، مما أدى إلى مصرع المئات والقبض على آلاف من المتظاهرين والمنشقين المشتبه فيهم. في 15 أبريل أدى مقتل هو ياوبانج الرئيس السابق للحزب الشيوعي والذي أيد الإصلاحات الديموقراطية إلى تظاهر 100 ألف طالب تجمعوا في ميدان تيانانمن ببكين احتفالاً بذكرى ذلك القائد ولكي يعبروا عن امتعاضهم من الحكومة الصينية الدكتاتورية. وفي 22 أبريل عقدت مراسم تأبين رسمية لهو ياوبانج في (صالة الشعب) بميدان تيانانمن، وحمل ممثلو الطلاب وثيقة وقفوا بها على عتبات القاعة، مطالبين بلقاء رئيس الوزراء الصيني لي بينج. وقد رفضت الحكومة الصينية مطالبهم، مما قاد إلى مقاطعة عامة للجامعات الصينية في كل البلاد وانتشرت المطالبات بإجراء إصلاحات ديموقراطية. وقد تجاهل الطلاب تحذيرات الحكومة بقمع أية مظاهرات جماعية، وبدأ طلاب أكثر من 40 جامعة في المسير إلى ميدان تيانانمن في 27 أبريل، وصاحب الطلاب في مسيرتهم عمال ومفكرون وناشطون في مجال الحقوق المدنية، وبحلول منتصف مايو ملأ أكثر من مليون شخص الميدان، والذي كان قد شهد إعلان ماوتسي تونج لجمهورية الصين الشعبية عام 1949. وفي 20 مايو أعلنت الحكومة الصينية رسمياً الأحكام العرفية في بكين، وتم استدعاء الجيش والدبابات لقمع المنشقين، ولكن قامت أعداد هائلة من الطلاب والمواطنين بوقف تقدم الجيش، وبحلول 23 مايو تراجعت القوات الحكومية إلى ضواحي بكين. وفي 3 يونيو وفي ظل توقف المفاوضات لإنهاء تلك التظاهرات مع تصاعد الدعوات بإجراء إصلاحات ديموقراطية، تلقى الجيش أوامر من الحكومة الصينية بالاستيلاء على ميدان تيانانمن وشوارع بكين، مما أدى إلى قتل المئات واعتقال الآلاف في تلك الأحداث.
|