في مثل هذا اليوم من عام 1937م، أقيم في فرنسا حفل زفاف دوق ويندسور، والذي كان في السابق يسمى الملك إدوارد الثامن ملك بريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية، الى واليس وارفيلد المطلقة الأمريكية والتي تنازل من أجلها عن عرش بريطانيا في ديسمبر عام 1936. وقد ولد إدوارد عام 1896 وكان أكبر أبناء الملك جورج الخامس، والذي أصبح ملك بريطانيا عام 1910. وقد عمل في البلاط كضابط في الجيش أثناء الحرب العالمية الأولى، وفي أواخر العشرينيات قام بجولة عالمية واسعة عندما كان أمير ويلز، وهو اللقب الذي يمنح لوريث عرش بريطانيا. وفي أثناء فترة الكساد في الولايات المتحدة، ساعد في تنظيم بعض برامج العمل لعاطلي أمريكا، وقوبل بتقدير كبير من الجمهور الأمريكي في السنوات التي سبقت موت والده. وظل إدوارد غير متزوج حتى اقترب من الأربعين من العمر، واندمج مع صفوة المجتمع البريطاني كما كان كثيراً ما يقيم في فورت بيلفيدير حيث ولد. وفي عام 1934 وقع في غرام واحدة من صفوة المجتمع الأمريكي وهي واليس وارفيلد سيمبسون، والتي كانت لا تزال متزوجة من إيرنست سيمبسون، وهو رجل أعمال بريطاني أمريكي عاش مع زوجته واليس بالقرب من لندن. وكانت واليس التي ولدت في ولاية بنسلفانيا الأمريكية عام 1896 ونشأت في ولاية ميريلاند قد تزوجت من قبل وطلقت من طيار في البحرية الأمريكية. وقد اعترضت العائلة المالكة على زواج إدوارد من عشيقته المتزوجة، ولكن بحلول عام 1936 كان الأمير قد أصر على زواجه من واليس. وقبل أن يتمكن من مناقشة رغبته مع أبيه الملك جورج الخامس، مات والده في 20 يناير 1936 لصبح إدوارد ملكاً لبريطانيا. وكان الملك الجديد يحظى بشعبية كبيرة من رعيته، وكان من المقرر أن تجرى مراسم تتويجه في مايو 1937 وقد نشرت قصة علاقته مع واليس في الجرائد الأوروبية والأمريكية، ولكن بعد أن عقد اتفاق شرف بين الصحافة البريطانية والحكومة تم إبقاء العلاقة سراً ولم تنشر في الصحف البريطانية. وفي 27 أكتوبر 1936 حصلت واليس سيمبسون على حكم أولي بالطلاق من زوجها، وافترض الجميع أن ذلك من أجل أن تتزوج الملك، مما أدى إلى إحداث فضيحة مدوية. وأمام كنيسة إنجلترا وفي نظر معظم السياسيين البريطانيين فإن امرأة أمريكية مطلقة مرتين لا يمكن أن تقبل كملكة لإنجلترا، في حين كان من أبرز الداعمين السياسيين لهذا الزواج هو وينستون تشرشل والذي كان عضواً في البرلمان آنذاك.
|