في زيارته الأخيرة لدولة (قطر) أكد جوزيف بلاتر (رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم) عن معارضته لاستخدام التكنولوجيا في مجال كرة القدم وخاصة في القرارات النابعة من الحكام.. وللغوص في أعماق هذا الموضوع أقدم هذا التقرير والذي سوف نستعرض فيه مدى أهمية استخدام التكنولوجيا في الكرة من عدمه.
أصل المشكلة
لعقود خلت سجلت القرارات التحكيمية نفسها الأكثر جدلاً ومناقشة في عالم الكرة المليء بالمتناقضات، ويؤكد الإداريون أن اللاعب معرض لأن يخطىء ويكون في موقع (الجاني) وبعد ذلك يتلقى حسابه وعقابه مع إدارة ناديه ولكن المشكلة حينما يخسر الفريق بفعل الحكم ويصبح الفريق في موقع (المجني عليه) ففي هذه الحالة من هو الذي سوف يعيد الحقوق المسلوبة للنادي. وعلى ضوء هذه المعطيات طغت على السطح في الآونة الأخيرة استنجادات من قبل بعض الرياضيين مطالبين من الاتحاد الدولي ضرورة استخدام التكنولوجيا للحد من أخطاء الحكام القاتل.
رأي بلاتر
يقول رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (جوزيف بلاتر) في تعليقه على هذا الموضوع (من وجهة نظري وما دمت أنا رئيس الفيفا لن يكون هناك لجوء إلى التكنولوجيا لأنها ستدمر كرة القدم، يجب علينا الاعتماد على العنصر البشري.. وسنعمل على تطوير الحكام وحاملي الراية وأعتقد أنه قد يقبل 50 ألف متفرج بقرار خاطىء لحكم خلال إحدى المباريات لكنهم لن يقبلوا ذلك في حال الاعتماد على التكنولوجيا لتعديل قراره بعد خمس دقائق) انتهى.
في هذا التصريح الصريح يبدو لنا بلاتر مصراً على عدم استخدام التكنولوجيا في عالم الكرة.
يقول رئيس لجنة الحكام (جورج كنغ) في تعليقه على ذات الموضوع لقد أظهر البحث أن مثل هذه الفكرة ستكون مكلفة جداً بما يقدر بـ 250 ألف جنيه استرليني لكل ناد في كل موسم حتى يتم تطبيقها عملياً. ولانريد الوصول إلى درجة الكمال فليس هناك حاجة لاستخدام أشياء معقدة حتى تتمكن من نصب كامرتين في مواضع تتيح لنا رؤية ما إذا كانت الكرة قد دخلت الهدف فعلاً أم لا.. وحتى الآن فمن المحتمل ألا يتم استخدام ذلك وأحد الأسباب هو أن استخدامها يبدو غير عملي.
حكمان بدلاً من واحد
الاستعانة بحكم ساحة ثان في الملعب ربما يساهم في تحجيم أخطاء كُثر.. يعلق جوزيف بلاتر عن هذا الموضوع قائلاً..(آن الأوان لتخلي كلام الكرة عن تزمتهم فهم يتعاملون بمبدأ المجتمع المغلق وحان الوقت لكي يتغير هذا المنطق) وفي حديث بلاتر هذا رسالة إلى الحكام الرافضين لفكرة الاستعانة بحكم رابع.. وحمل هذا الموضوع (الاستعانة بحكمين) تصريحات لبعض رواد اللعبة ومشاهيرها فقد قال ميشيل بلاتيني: (أقول منذ وقت طويل إن هنالك أشياء يمكن فعلها لمساعدة الحكم لكنني أرى أن الإعادة بالفيديو ليست الحل الأمثل.. إذا استخدمناها للتأكد مما إذا كانت الكرة قد عبرت الخط فسوف ينتهي الأمر باضطرارنا لاستخدامها للأخطاء وحالات التسلل وضربات الجزاء.. مستحيل ورغم ذلك فإنني أفضل وجود حكم مساعد وراء المرمى خاصة في البطولات الكبرى) وتجدر الإشارة إلى أن فكرة الاستعانة بحكم رابع نجحت بعد تجربتها في دوري بولستا بالبرازيل.
المعضلة الكبرى
كل شيء تطور في كرة القدم إلا الحكام.. مشكلة الحكام أن بعضهم قد وصل إلى سن الخامسة والأربعين وهم يحاولون اللحاق بلاعبي الفرق الإنجليزية الذين تتراوح أعمارهم بين 21 و 22 سنة.. إذاً يلزم إيجاد حل.
هذه العبارات صدرت من مدرب نادي استون فيلا الإنجليزي (جون غريغوري) في معرض تعليقه على أخطاء حكام الدوري الإنجليزي.
الخلاصة
خلاصة القول هو إن فكرة الاستعانة بالتكنولوجيا فيها من السلبيات ومن الإيجابيات وهنالك الكثير من المؤيدين وكثير من المعارضين. وتبقى هذه المسألة مثار جدل ونقاش ربما لا ينتهي.. ببساطة كما الجدال في أخطاء الحكام الذين أثيرت هذه الفكرة من أجلهم.
عبدالله العتيبي /الدوادمي |