إلى متى ستبقى السعودة شعاراً يرفع ولا يطبق يا وزير العمل؟!

سعادة رئيس التحرير خالد المالك.. تحية طيبة..
حقيقة لابد أن نقولها، إن أي مشكلة تظهر أو قضية تقع لدينا تعالج بالأقوال أكثر من الأفعال وتبقى محل الحوار والنقاش سنوات طويلة دون أن نصل إلى علاج أو دواء لها وتنال نصيبها من الطرح الإعلامي والنقاش الرسمي وتبقى الأقوال هي سيدة الموقف ولا نصل إلى حل فعلي يبرهن بالفعل لا بالقول لهذه المشكلة أو تلك الظاهرة.
قضية السعودة من القضايا الشائكة والتي باتت حديث المجتمع بجميع أطيافه وفئاته تناولها الإعلام وبشكل مكثف، حظيت باهتمام المسؤولين والمعنيين عنها شكلت لها اللجان وعقدت من أجلها الاجتماعات وصدر بشأنها الكثير من القرارات والعديد من التوصيات ولكن لم يتحقق المأمول ولم ينفذ المطلوب وبقيت السعودة شعارا منذ عام (1415) سرا لم يراوح مكانه.. وقفت كثيراً عند أول تصريح قوي وجريء ومن وزير مخضرم وصارم د. غازي القصيبي الوزير الجديد الذي ولي حقيبة وزارة العمل بعد فصلها والذي نشرته الجزيرة بعددها (11526) ليوم الاثنين الموافق 29-2-1425هـ حيث أفصح وبشكل معلن أن مشكلة البطالة بين السعوديين تمثل تحديدا خطيراً ومعالجتها ستكون أليمة.. أقول إن مشكلة البطالة لدينا ليست من الشباب أنفسهم أو عدم أهليتهم ولكن المشكلة هي القناعة لدينا سواء كنا مسئولين مباشرين أو غير مباشرين قناعتنا هي قولية لا فعلية بدليل أن قرارات صدرت وبقيت محفوظة بالأدراج وتوصيات وزعت ولكنها رميت في سلة المهملات أطلقت الوعود من قبل أصحاب الأموال ورجال الأعمال باستقطاب الشباب ولكن ذهبت أدراج الرياح وباتت لجان السعودة تمارس دورها الصوري لا الفعلي من خلال جولات لا تسمن ولا تغني من جوع.
ولتأكيد القول سوف أضرب امثلة واقعية.. ففي منطقة حائل لا تزال بعض الأجهزة الحكومية غائبة أو بمعنى أصح (نائمة) عن دورها الرسمي بتفعيل السعودة داخل اروقتها فمثلا لا زالت بلدية المنطقة يستحوذ العنصر الأجنبي على بعض الوظائف الإدارية والفنية والذي يستطيع أبناء المنطقة القيام بها وباقتدار وما أكثرهم.. وهنا يخالجني هذا التساؤل أين دور لجان السعودة بالمنطقة الذي قرأنا عنه كثيراً؟! وأين جهود مكتب العمل والعمال بحائل المعني رسمياً بهذه القضية؟! وأين دور الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل؟! وخذ مثالا آخر على التلاعب بشعار السعودة الجمعية الخيرية بحائل والتي كانت تقع تحت مسئولية وزارة العمل والشؤون الاجتماعية سابقا والتي يسيطر الوافدون على وظائف إدارية بحتة بل أصبحوا أعضاء فاعلين بلجان الجمعية وهذه تعد مخالفة صريحة لأنظمة الجمعيات الخيرية بالمملكة فأحدهم: يشغل سكرتير اللجنة التطوعية وبمؤهل بكالوريوس خدمة اجتماعية واسند له إعداد التقارير السنوية ويلقب بأنه الكل بالكل بهذه الجمعية والثاني: يعمل عضو باحث اجتماعي بلجنة الخدمات الاجتماعية وبنفس مؤهل الأول والثالث: أسند إليه عملية المحاسبة بالجمعية والرابع: يعمل كاتبا بالشؤون التعليمية وآخرون يعملون وكلاء مدارس ومرشدين وكتبة بمراحل التعليم الثلاث التابعة للجمعية الخيرية. فأين لجان السعودة ومكتب العمل بحائل؟! أبناء منطقة حائل بالمئات الذين يحملون تلك المؤهلات ولديهم الحماس للعمل بهذه الجمعية وبنفس مرتبات هؤلاء الأجانب الذين تترواح مرتباتهم ما بين (2000-3500) من غير تذاكر السفر والانتدابات. ما يحدث في حائل وغيرها يؤكد صحة قولي في بداية كلامي أنه ليس لدينا قناعة داخلية بتفعيل شعار السعودة وإلا كيف يرضى مجلس إدارة الجمعية بحائل وأعضاؤها ببقاء هؤلاء الأجانب وهم يشاهدون ويسمعون عن أبناء منطقتهم يتكدسون سنويا في منازلهم والبعض منهم ربما لجأ إليهم بالتوسل وطلب التوسط بالعمل بهذه الجمعية..
هل انعدم الحس الوطني لدى بعض أعضاء مجلس إدارة الجمعية وأصبح انضمامه بمثابة شرفية فقط؟! أم أنهم يعايشون واقعهم الخاص وهمومهم الخاصة وعالمهم التجاري والزراعي ولا يعنيهم من يدير الجمعية ويستفيد منها؟! كيف نأمل أن نحقق السعودة ونجعلها حيز التنفيذ ومن بيننا من يحارب شبابنا ويضع العراقيل ويهبط الهمم؟! كيف نصل لحل هذه المشكلة والتي تتفاقم سنويا والمعنيون عنها من هواة التنظير فقط؟!.