Thursday 3rd June,200411571العددالخميس 15 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

تعليقاً على موضوع العودة (الحب الكاذب) ! تعليقاً على موضوع العودة (الحب الكاذب) !

من وحي مقال سلمان العودة عن الحب الكاذب الجزيرة عدد 11525 ، وهو يتحدث عن هذه القضية الحساسة التي تحمل كثيرا من ملامح التساؤلات المرة حول هذا الجموح العاطفي الذي أصاب الشريحة الشبابية في المجتمعات العربية تحت وقع خطى (الحب الكاذب) الذي تغذيه جموع المسلسلات الهابطة وأرتال الأفلام الجنسية التي تقدم موائد الغرام وتجسد مواقف الهوى !
نعم لقد ذابت حواجز القيم وتلاشت دوائر الفضيلة وتنوعت روافد الحب الآسن الذي يحاول أن يستبد بقلوب الشباب ويدغدغ عواطف الفتيات عبر مشارب شتى ، في ظل فراغ عاطفي وظمأ روحي باتت تعانيه شرائح واسعة من جيل اليوم.
لقد أصبحت التجربة العاطفية مشروعا مغريا لدى السواد الأعظم من المراهقين والمراهقات . وباتت مؤسسات الحب تجتاح بساتين القيم وخرائط المعرفة التي تحاول جاهدة مؤسسات التربية غرسها وتنميتها.
أجل .. دوائر الحب المزعوم ما زالت تنمو في أذهان الفتيان والفتيات.. وبخاصة مع غياب الدور الأسري وانحسار الرقابة وانعدام المتابعة الأسرية لدى كثيرين !! ولم يبق إلا هذا الانفتاح المعرفي الهائل والطوق الفضائي الحاد بقنواته المثيرة ، يضخ القوالب العاطفية المعدة بإتقان عبر مشاهدها المعبأة بلغة الغرائز.. والتي تنكأ في نفوسنا ألف جرح.. وألف ألم.. فما عساك تكتب أيها القلم ؟!!
لقد كثر المطربون في الأمة.. وفاضت أنهار الفن.. وتعددت دروس التواصل العاطفي.. وأصبح الحب والجنس وجهين للعملة الرديئة .. لقد غدا الحب في ديار الأمة رخيصا بل مجانيا تسكبه قنوات الفضاء.. تغذيه جلسات الإنترنت.. وغرف البال توك.. وومضات الفيديو كليب.. عذرا فقد ارتفعت أسهم الحب المزعوم المكبل بالنزوح.. وكثرت روافده وتعددت مؤسساته التي تقدم وصفات مجانية ودروس خصوصية.. تعقد دورات تدريبية في طرق صناعة الحب.. وسبل الإلمام بفن الحب وترويج طقوسه المثقلة باللهو والعبث..
عفواً معشر القوم.. فمنتديات الحب الكاذب التي تطفح بها الشبكة العنكبوتية تكشف حجم الترهل العاطفي الذي يغرس أنيابه في جسد الفضيلة ، محاولا قتل القيم وإفساد الأخلاق والعبث بالمبادئ .. قف لحظة .. وتمعن في ثنايا المجلات النسائية بتقليعاتها الفنية وهي تستهدف حواء محاولة مسخ ذاتها وتمزيق شخصيتها والتغرير بثقافتها بل وتقديم دروس كسب القلوب وطرق إقامة العلاقات مع الطرق الآخر.. تارة باسم الصداقة وأخرى للتعارف وثالثة بحجة حل المشاكل.. كم هو مؤلم حقا واقع جيل الأمة.. هذا الجيل الذي تورط بالتقليد الأعمى والتأثر الأصم بالثقافات الوافدة.. في عالم متشابك يقولون بأنه عالم القرية الواحدة.. ترى إلى أي مصير يقودنا هذا الجيل الهش الذي امتطى صهوة الانتكاس الثقافي وركب موجة التخاذل المعرفي.. جيل سريع التأثر.. سهل التغير.. جيل قابل للاشتعال..قف لحظة أخرى.. واقرأ خطوات شباب التسكع وهو يغزو الأسواق.. ويذرع الدروب بحثا عن علاقة أو صداقة يسجلها في بطاقة الرجولة المزعومة! وما درى بأن حواء لدينا أصبحت أكثر وعيا ونضجا وقدرة على قراءة المواقف والسمو بالذات..هل يعي ذلك هذا الشباب الأهوج..
عذراً أحبتي.. الحب في أمتي.. مسلسل طويل.. تنسجه أنامل مخرج ثقيل.. في زمن حياؤه قليل.. مسلسل ترفضه بثينة.. يمجه جميل..
ايه يا جميل.. لقد سرق منك المخرجون حكاية الغرام.. تحت وقع خطا الأفلام.. وأنت يا قيس يا ابن الملوح فآهاتك التي حرثت أرض الشعر لم تزل قاصرة عن هامة الحب حيث تسيح مشاهده في فضاء القنوات المنكوبة ببرامجها المثيرة ومسلسلاتها الدافئة.
الحب في زماننا الجديد.. يباع في ديارنا بمبلغ زهيد.. ترسمه جوانب الفكر البليد.. ترى متى يفيق شباب الغفلة الذين انزلقوا في مشاريع الترويح العاطفي بحثا عن : (الفتاة الضحية) ؟ ومتى تستيقظ تلك الفتيات اللاتي شغفن بموجات التعارف العاطفي أيا كانت وسيلته ؟.. فهناك شباب.. لبسوا جلود ذئاب.. فما أروع أن تنتصر القيم وتزهو العفة وتشمخ الفضيلة.. بين يديك أيتها الأنثى الرمز.
فعلى يديك تنتفض ملامح العطاء.. وتبرز جوانب البناء.. عذرا.. يا ابنة الوطن.. امطري إن شئت.. فسيأتينا عطاؤك.. يا حاملة بذور التربية الصالحة.. وأغصان المعرفة الحقة.. أنت من يصنع المواقف المضيئة التي تنير سماء الوطن الغالي.

محمد بن عبد العزيز الموسى
بريدة /ص.ب: 915


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved