ملاحقة الإرهاب

تتحقق نتائج طيبة على صعيد ملاحقة الإرهابيين، فوقائع اليومين الماضيين تشير إلى اعتقال أو مقتل عدد منهم كما تشير إلى العزم الشديد على طي هذا الملف مع كل ما يحتوي عليه من مآس ودماء ودموع..
وهناك عزم قوي على مواصلة ملاحقة عناصر الإرهاب، ويتقوى هذا العزم مع احراز المزيد من النجاحات، كما ان الغضب الناجم عن فعائل هذه الفئة المارقة يتحول إلى تصميم على وضع نهاية لهذه الأفعال الشاذة..
وتتأكد جملة من الحقائق إزاء هذه المعطيات الجديدة المؤسفة، اولها الوعي بأهمية المشاركة والمساهمة في الحد من هذه الاخطار كونها تستهدف الجميع، فالجرائم التي تم ارتكابها خلال الفترة المنصرمة من قبل هذه الفئة اثبتت ان الجميع في دائرة الاستهداف، فقد رأينا القتلى من النساء والاطفال بمن فيهم أولئك الذين كانوا يتوجهون إلى مدارسهم، ومن الواضح انه لم تسلم فئة او جماعة عمرية معينة من هذه الفظائع..
استهداف المجتمع يطول ايضا التعاليم والمبادئ الحيوية التي يستمد منها المجتمع عناصر بقائه ومقومات استمراره، ومن ذلك الدفع إلى الساحة بمفاهيم مغلوطة عن الجهاد وعن حقيقة الايمان وكلها مفاهيم تقوم على فكر منحرف وتعبر عن غلو نهى عنه ديننا الحنيف وحذر من الوقوع فيه لأنه يحمل بذور الشقاق والفتنة.. واشاعة مثل ذلك الفكر تعمل كعنصر هدم للمجتمع من الداخل..
هذا الاستهداف يطول ايضا مكتسبات المجتمع وانجازاته ومحاولة التأثير على الصورة الاقتصادية المشرقة للمملكة من خلال تنفيذ بعض من هذه الجرائم في مواقع الانتاج.
وبصفة عامة فإن ضرب الاستقرار وخلق الفوضى يظل هدفا اساسيا لهذه الجرائم، ونتائج عدم الاستقرار، لا شك، تطول الجميع..
ومن هنا فإن المشاركة في تعقب الفئة الضالة تنتقل من خانة العمل الطوعي إلى الواجب الوطني الذي لا ينبغي القعود عنه او التهاون بشأنه..
إن الاستنكار الواسع النطاق ومن جميع أبناء المجتمع لهذه الجرائم يعبر في ذات الوقت عن اصرار على حصر نطاقها من أجل القضاء عليها، وتشمل آليات المقاومة مستويات عدة منها ما يتعلق بالتوعية على أوسع نطاق ومنها يتصل بمساعدة الاجهزة الأمنية، وفي كل هذه المجالات يجد المواطن الموقع الذي يستطيع من خلاله تقديم افضل مساهمة..
ويبقى النجاح قيمة سامية، وهو لن يتحقق الا بمزيد من الجهد والعرق، وكل ذلك يهون من أجل سلامة الوطن..