Thursday 3rd June,200411571العددالخميس 15 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "شعر"

كفى جهلاً وغيّاً كفى جهلاً وغيّاً
شعر: صالح بن حمد المالك

أأبنائي كفى جهلاً وغيّا
كفى ما قد فعلتم يا بنيّا
كفى ما قد لقيت من المآسي
على يد من حسبت ليَ الوفيّا
على يد من رعيت بكل عطف
إلى ان صار مرجوّاً قويّا
فبادلني حناني باختراقٍ
لأمني ويحه وقسا عليّا
إلى أن صرت بعد ظلال أمن
وإيمان لما يؤذي مُهيّا
وأصبح ذلك الإشراق عندي
ظلاماً موحشا يَدْوي دويَّا
وصرت بما لقيت من الرزايا
أرى الأحباب من حولي بُكيا
وممن هذه البلوى أتتني
ومن ذا ساقها جهلاً إليّا؟
ألم يكن الذي أطعمت زادي
ألم يكن الذي أرويت ريّا؟
ألم يكن الذي ربيت طفلا
ولم احرمه من ما طاب شيئا

***


أأبنائي أيسعدكم عنائي
وان احيا بكم تعساً شقيا؟
أيسعدكم أساق إلى المنايا
ويقتل كل ما قد كان حيا؟
أيسعدكم نزيف جروح جسمي
وهل ترضون قطعكمُ يديا
أتيت بالبلاء إلى ترابي
وكان الطاهر الحسن المحيّا
وكان ملاذ من جاعوا وخافوا
وكان أخا الوفاء الاريحيا
فصار اليوم ذا خطر مخيف
وفيه الغدر قد أضحى جليا
لعمري إن ما تأتون عار
يصبّحكم ويصحبكم عشيا
به روعتم الأهلين ظلماً
به اطفأتم النور السنيا
وحارس أمنكم لم ترحموه
وقد كان المفديّ والسخيا
سلوك موحش شرس رديء
ومن يرضى الذي أضحى رديا
لماذا ذلك الإجرام يجري
على أيديكُم ويحل فيّا
أما اسقيتكم ماءً زلالاً
أما أطعمتكم أكلاً شهيا
ألم أفتح لكم أبواب رزق
ألم يك عيشكم عيشاً هنيا
الم أكن الملاذ لمستجير
ألم أكن الذي آوى وحيّا
صفات كلها شرف وفخر
ويسري ذكرها أبداً شذيا
متى تسمون أبنائي سموا
وتستدنون ما يبدو عليا
وتحمون البلاد من الأعادي
وأكرم بالمدافع عنتريا
وأكرم بالفتى يسعى هماماً
لعز بلاده جراً أبيا
يعيش على التقى ورعاً نزيهاً
وما أحلى الفتى يحيا تقيا
يخاف الله يرجوه اتقاءً
ويحيا مؤمنا عدلاً سويا
ويسعى سعي محمود السجايا
ويُعرف بين امته رضيا
ولا يأتي الذي يؤذي ويشقي
ويعمل مخلصاً برا نقيا
يحب بلاده ويذود عنها
وبالأهل الكرام يُرى حفيا

***


أأبنائي أتيتم موبقات
كبائر كلها نزلت عليا
فمن ذا للضلالة قد دعاكم
وكيف أطعتُم هذا الغويا
وصرتم في يديه أداة قتل
تميت مواطنين وأجنبيا
وتشمت كل من أضحى عدوا
قريبا كان أو أمسى قصيا
وربي إن فعلكم قبيح
وكان سلوككم شينا وسيئا
مشيتم في ركاب عدو قومي
وصار لكم مع الأسف الوليا
وطبقتم مبادئه ضلالاً
وخالفتم بطاعته النبيا
وها أنذا أحذّركم مصيرا
سيفنيكم ولن تجدوا نجيا
احذركم وادعوكم جميعا
إلى درب الهداية يا بنيا


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved