* الرياض - واس:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل سفير خادم الحرمين الشريفين لدى بريطانيا أن المجتمع السعودي يعي الانحراف والتطرف الذي يمثله فكر الفئة الباغية التي تقترف أعمال العنف والارهاب. ولم يؤيد سموه ما ذهبت اليه تقارير غربية من أن عناصر تنظيم القاعدة الارهابي في العالم تصل إلى حدود (18000) عنصر..
وقال (لو كانت مثل هذه الارقام صحيحة لواجه المجتمع الدولي عمليات ارهابية بشكل يومي مشيرا إلى أن المملكة تمكنت من التخلص والقاء القبض على 75 في المائة من المعروفين من هذه الفئة الضالة في المملكة.
واستعرض سموه في محاضرة القاها في مدينة أكسفورد البريطانية الاجراءات الامنية المكثفة التي اتخذتها المملكة في اطار ملاحقة عناصر الزمرة الباغية والحيلولة دون تحقيق أهدافها.
وتحدث سموه عن الجهود المخلصة التي تقوم بها المملكة في مكافحة الارهاب وتعقب الارهابيين.. مشيرا إلى أن تلك الفئة التي تقف خلف العمليات الاجرامية في المملكة لا تمثل المجتمع السعودي. ودعا سمو الأمير تركي الفيصل إلى تضافر الجهود الدولية من اجل ايجاد تفاهم مشترك لحل النزاعات التي اوجدت مناخا ترعرع فيه الارهاب.
واكد سموه ان الشعب العراقي قد عانى الكثير ولفترة طويلة من النظام القمعي السابق وان هذا الشعب يتطلع ومنذ وقت طويل إلى الاستقرار والامن والمستقبل الزاهر.
واضاف سموه أنه رغم سقوط ذلك النظام الا ان اعمال العنف والقتل والارتباك والخوف والياس وعدم الاستقرار والقلق تشكل الهاجس اليومي للشعب العراقي.
واعتبر سموه النزاع الفلسطيني- الاسرائيلي الاكثر تهديدا للسلام والاستقرار في الشرق الاوسط وقال ان السلام والاستقرار لن يعما المنطقة حتى يتم ايجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يقرر الفلسطينيون من خلاله حق تقرير المصير واقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني.
وتناول سموه الوضع المأساوي الذي تعرض له الفلسطينيون في مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين بسبب الآلة العسكرية الاسرائيلية وقال ان الفلسطينيين العزل كانوا يتساءلون لماذا العالم يقف صامتا وهو يراقب معاناتهم دون ان يتخذ اي اجراء ضد المعتدى واعرب سموه عن الامل في ان يتمكن الاجتماع المقبل للجنة الرباعية الدولية من انعاش عملية السلام في الشرق الاوسط ويعمل على حث اسرائيل لأن تفي بالتزاماتها حيال خارطة الطريق وحيال قراري مجلس الامن الدولي رقم242 و338 ووفق مبدأ الارض مقابل السلام الذي تمت الموفقة عليه في مؤتمر مدريد للسلام.
واكد سمو الأمير تركي الفيصل ان هناك مسؤولية تقع على المجتمع الدولي لتقديم حماية للفلسطينيين ضد الاعتداءات الاسرائيلية والاحتجاج ضدها واقترح ان يقوم المجتمع الدولي بالسعي لاعادة اعمار بيوت الفلسطينيين التي دمرتها اسرائيل.
واكد سموه ان المملكة العربية السعودية ملتزمة بالحفاظ على التوازن في سوق النفط الدولي ومنع اي عرقلة بشأن امدادات النفط.
واوضح ان المملكة تؤمن ان استقرار سوق النفط هو في صالح الدول المصدرة للنفط والدول المستهلكة له.
واستعرض سمو الأمير تركي النهضة التي شهدتها المملكة العربية في كافة المجالات والخطوات الاصلاحية التي اتخذتها.
وقال ان مجلس الشورى قد توسع الآن واصبح عدد اعضائه 120 عضوا علاوة على نخبة من المستشارين بمن فيهم مستشارات من النساء.
واكد سموه ان عملية الاصلاح تحظى باهتمام بالغ من لدن حكومة المملكة العربية السعودية مستشهدا بخطاب خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز حفظه الله في مايو من العام الماضي أمام مجلس الشورى وقوله (اننا سوف نواصل طريق الاصلاح السياسي والاقتصادي والحكومي واداء القطاع العام مع توسيع المشاركة الشعبية في العملية السياسية).
وأفاد سموه بأن المجتمع السعودي في نمو متواصل وان عدد السكان قد تضاعف خلال الـ25 عاما الماضية وان هناك ضرورة الآن لتطوير الاصلاحات لتوسيع المشاركة السياسية.
وذكر سموه ان العمل جار في المملكة لتطوير نظام لصالح اجراء انتخابات بلدية كخطوة نحو تعميمها على كل سكان المملكة. وقال سمو الأمير تركي الفيصل ان الاصلاح سيكون وفق طريقتنا وبدون اجبار من احد فالمملكة ملتزمة بمبادئ الاسلام وانظمتنا تنبع من الشريعة الاسلامية.
وأضاف ان الاصلاحات التي تجرى في المملكة ترمي إلى تحقيق العديد من الاهداف من بينها تطوير فرص العمل لاستيعاب الشباب من خلال التدريب والتعليم وزيادة المشاركة الشعبية في المسار السياسي وزيادة مساهمات المراة في جميع مناحي الحياة وكذلك تطوير وتحسين النظام القضائي وتطوير واصلاح البيئة الاقتصادية من خلال اصلاح الانظمة التجارية.
وأكد أخيرا أن المملكة ملتزمة بعدة مبادىء وأسس فهي عازمة على مواصلة مكافحة الارهاب وتجفيف موارده المالية وملاحقة واعتقال أفراده وتدمير خلاياه وملتزمة بانتاج نفطي مرن للحفاظ على أسعار نفطية مستقرة. وهي تتوجه نحو اجراء الاصلاحات وتعتقد أن التطور الطبيعي التدريجي أفضل من التغيير المفاجىء وهي ملتزمة بالسلام في المنطقة وبالسيادة الكاملة للشعب العراقي وبحق الشعب الفلسطيني لتقرير مصيره بنفسه على أرضه.
| 
"محليــات"