* بغداد - نيويورك - الوكالات:
رحبت الصحف العراقية أمس الأربعاء بتشكيل الحكومة العراقية الانتقالية الجديدة التي ستتسلم السلطة من قوات الائتلاف في نهاية حزيران/يونيو المقبل، لكنها أكدت أن مهمتها لن تكون سهلة.. ورأت صحيفة (الزمان) المستقلة ان تشكيل الحكومة انجاز ينتظره ملايين العراقيين (...) ويمثل طريق الخلاص من العقبات والمآسي (...) ومن ازدياد عدد المنافقين الذين استغلوا غياب السلطة والقانون ونهبوا كل شيء تحت شعار (أن هذا هو مالنا الذي سرقه صدام).
من جهتها، أكدت صحيفة (التآخي) الناطقة باسم الحزب الديموقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني ان المهم في الامر هو الصورة التي سيقدمها الرئيس الجديد عن الرئاسة وما يجب ان تكون عليه.
واضافت ان العراقيين الذين يتذكرون الايام المريرة وسنوات الاضطهاد على ايدي اعتى دكتاتور ينتابهم الذعر والخوف والقلق (...) يتساءلون عن الصورة التي سيقدمها لهم هذا الرئيس الجديد للعراق والعراقيين.
واكدت ان العراقيين بحاجة ماسة في وقتنا الراهن إلى رمز ينتشلهم من الاحباط الذي دب في اوصالهم بعد الهزائم المتكررة التي الحقها بالعراق القائد الهمام صدام حسين، مؤكدة ضرورة ان يزيل الرئيس الجديد آثار الصورة القاتمة السابقة ويبدأ برسم صورة جديدة يتقبلها جميع العراقيين لا فئة قليلة منهم.
أما صحيفة (الصباح الجديد) المستقلة، فرأت ان تعيين الحكومة العراقية الجديدة فجر جديد يطل على العراق ويبشر بآمال كثيرة تنطلق من عزم القيادات الجديدة على التمسك بالسيادة الكاملة للعراق وبضرورة امتلاك السلطة المطلوبة لمعالجة المشكلات التي يعاني منها اقتصادنا ومجتمعنا.
ورأت الصحيفة انه لن يتجرأ احد على الانتقاص على المشروع الوطني والشرعية الوطنية، مؤكدة ان هذه النخب الفريدة المزايا هي افضل الضمانات لتأمين دستور دائم للبلاد وتنظيم مؤتمر وطني شامل يسير بالبلاد نحو انهاء المرحلة الانتقالية بأفضل مايكون من التوافق والتفاعل.
وكتبت صحيفة (المؤتمر) الناطقة باسم المؤتمر الوطني العراقي الذي يتزعمه احمد الجلبي ان فوز الياور انتصار كبير مكن مجلس الحكم وللمرة الثانية من ان يفرض ارادته على سلطة التحالف ومديرها السفير بول بريمر وممثل الامين العام الامم المتحدة الاخضر الابراهيمي.
من جانبها اكدت صحيفة (الصباح) الناطقة باسم شبكة الإعلام العراقي التي يشرف عليها التحالف ان الياور يواجه بهذا التعيين ثلاث قضايا رئيسية تتمثل بالامن والبطالة وقيادة العراق نحو الديموقراطية وتحقيق الدستور الذي تبنى على اساسه عملية الانتخابات في نهاية العام المقبل.. واضافت ان هذه القضايا (...) تؤلف بجملتها الرهان الرئيس على نجاح الياور ونجاح اقطاب السلطة الآخرين من نواب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء.
وأخيراً كتبت صحيفة (الفرات) المستقلة: كم كنا نأمل لو ان الحكومة العراقية الجديدة لم تلد قبل زوال مظاهر الاحتلال وكم كان مفرحا لو ان مراسيم التسلم جاءت بعد تحقيق السيادة الوطنية الفعلية.. وأوضحت ان عقد اول اجتماع تحت حراب الاحتلال سيضعف المصداقية المباشرة بين الحكومة (...) لسبب بسيط يتمثل في تعلق العراقيين بموضوع السيادة الحقيقية التي تم تشويهها في الساعات الاولى للاعلان عن تشكيلة الحكومة عندما قطعت دبابات الاحتلال كل مداخل ومخارج المنطقة الخضراء مع سماع دوي الانفجارات.. ورأت ان الامر بدا رسالة مبطنة ملخصها دون دورنا الامني كمحتلين سيكون من الصعب على العراقيين تصريف امورهم.. واضافت: ليس من مصلحة العراقيين وضع العصي في دواليب اي خطوة تتلمس الطريق الصحيح لكن من حق العراقيين على جميع الاطراف العمل الجاد لتحقيق ثوابت مصيرية منها انهاء مظاهر الاحتلال.
ومن جهة أخرى أعلنت الامم المتحدة أن أعضاء الحكومة الانتقالية الجديدة في العراق سيلتقون بأعضاء مجلس الأمن الدولي في نيويورك لمناقشة السيادة الكاملة والتحول الديمقراطي في العراق.. ويقود الحكومة الانتقالية التي ستتولى السلطة في العراق اعتبارا من 30 يونيو الرئيس غازي الياور ورئيس الوزراء إياد علاوي وأعضاء مجلس الوزراء ومن بينهم وزير الخارجية هوشيار زيباري.
وقال المتحدث باسم الامم المتحدة فريد إيكهارد إنه ينتظر من الحكومة الانتقالية تحديد أسماء الشخصيات التي ستتوجه إلى نيويورك للقاء أعضاء مجلس الأمن الدولي.. وقال الامين العام للأمم المتحدة كوفي عنان: إن الحكومة الانتقالية سيكون لها دور في صياغة مشروع قرار يوضح سير عملية التحول الديمقراطي في العراق بما في ذلك وضع إطار زمني لإجراء انتخابات عامة لاختيار حكومة جديدة في كانون الثاني- يناير ووضع مسودة دستور جديد.
|