* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
فيما رحبت السلطة الفلسطينية بالمشاركة المصرية في حفظ الأمن في قطاع غزة، ونوهت بوجود تنسيق غير معلن بين القاهرة والسلطة في هذا الخصوص، أعربت فصائل المقاومة الفلسطينية عن أملها في أن يكون الدور الأمني المصري المرتقب في غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي داعما لحقوق الفلسطينيين، كما أبدى عدد منها قدرا من التحفظ على هذا الدور.
الجزيرة تعرض هنا استطلاعا لرأي قيادات في الفصائل الفلسطينية المعارضة لاتفاقيات أبرمت بين السلطة الفلسطينية والدولة العبرية.. فقد دعا سامي أبو زهري الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، دعا جميع القوى الفلسطينية والعربية إلى عدم الانجرار وراء خطة شارون لفك الارتباط الأحادية الجانب، مطالبا بحماية الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده بدلا من الترويج لخطة رئيس الوزراء الصهيوني..
وقال أبو زهري: إننا على تواصل مع جميع الأشقاء العرب من وقت لآخر، ونعتقد أن شعبنا هو من يقرر في النهاية ما يتعلق به، وهذا واضح لجميع الأطراف العربية..
وأضاف الناطق باسم حماس، في إشارة ضمنية واضحة منه لمصر: ندعو كافة الأطراف لعدم الانجرار وراء خطة شارون، وضرورة حماية الشعب الفلسطيني، وتعزيز صموده بدلا من الترويج لخطته..
وتابع أبو زهري، يقول: إننا لا ننظر بجدية كبيرة لتصريحات الإسرائيليين حول تطبيق خطة شارون ؛ بل على العكس نرى أنها تصريحات هدفها كسب الوقت وتضليل الرأي العام الإقليمي والدولي في نفس اللحظة التي تتواصل فيها سياسة التدمير والبطش..
ومن ناحيته قال خضر حبيب الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين: نحن مع أن يكون هناك دور مصري، لكن، ضامن ومساعد لحقوق شعبنا، موضحا: أن المقاومة مسألة حيوية لشعبنا، وحتى في حال انسحاب إسرائيل من قطاع غزة فهناك أرض فلسطينية تبقى محتلة في الضفة الغربية ومناطق أخرى.. إننا نأمل في أن يكون الدور المصري نابعا من كل هذه القناعات.
وأضاف حبيب: لا نريد أن يكون الدور المصري حاميا لأمن العدو، وإذا كان كذلك فإن شعبنا لن يقبل هذا الدور، وسينظر إليه بالريبة والشك.
أما إذا كان هذا الدور مساندا لقضيتنا ولموقف شعبنا فإننا نعتبر المصريين أشقاءنا وإخواننا، ونود أن يكون الموقف المصري نابعا من المسئولية تجاه شعبنا وقضيته العادلة..
وتابع الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي، يقول: نعتقد أن المصريين يدركون حساسية الموقف الفلسطيني، وبكل تأكيد سيجرون مباحثات مع الفصائل الفلسطينية ومع السلطة، وسيحاولون الوصول لقواسم مشتركة حتى يكون دورهم ناجحا في غزة..
من جانبه رحب كايد الغول عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بأي إسناد عربي يستهدف تخليص الشعب الفلسطيني من الاحتلال، لكنه أكد أن المدخل الأمني ليس هو المدخل المناسب الذي يجب البدء به..
وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية: إن الدعم المنتظر من إخواننا العرب يكون في البحث عن عملية سياسية تلزم دولة الاحتلال بالانسحاب، ولا تمكّن شارون من التهرب من هذا الاستحقاق تحت عنوان خطة الفصل أحادي الجانب التي هي خطة أمنية وليست سياسية.
وأضاف، يقول: نحن أمام عملية خداع، ويجب ألا يقع أي منا في هذا الشرك.. نحن نرحب بأي جهود لبناء المؤسسات الفلسطينية، وبالتأكيد بناء الأجهزة الأمنية يجب أن يكون هدفه مصلحة شعبنا، وليس رفع كفاءة هذه الأجهزة لمواجهة الشعب الفلسطيني..
واستبعد كايد الغول حدوث إشكاليات فلسطينية - مصرية بسبب الدور المصري؛ نظرا للتأكيدات المصرية على أن دورها سيكون في إطار مساعدة الأجهزة الأمنية على إعادة التأهيل والتدريب، وليس لعب دور أمني مباشر..
من ناحيته، اعتبر صالح زيدان مسؤول الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بقطاع غزة: أن الحديث عن الدور المصري سابق لأوانه ؛ نظرا لأن خطة فك الارتباط لم يتم إقرارها بعد، وأنها لا تزال في إطار المناورة التي تظهر استعداد دولة الاحتلال الإسرائيلي للتكيف مع مأزق الاحتلال.
وقال زيدان: يجب أن نتجنب شرك شارون الساعي لإحداث فتنة فلسطينية؛ لذلك يجب تعزيز الحوار الداخلي، والتأكيد على أن دور الأجهزة الأمنية هو حماية الوطن والمواطن واحترام سيادة القانون.. تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية..
وكانت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، أفادت يوم الاثنين، الموافق 31 - 5 - 2004، انه تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية.. وحسب الوكالة وافقت اسرائيل على وقف عمليات القصف والاغتيال في أراضي السلطة الفلسطينية، مقابل وقف العمليات الفدائية الفلسطينية.
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، وافق الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، على العمل فورا للتوصل إلى اتفاق مع الفصائل الفلسطينية على وقف إطلاق النار.
وأفادت الوكالة المصرية انه ينتظر وصول ممثلي الفصائل الفلسطينية إلى القاهرة للاتفاق على شروط وقف إطلاق النار.. ووافق رئيس الوزراء الإسرائيلي، اريئيل شارون، في المقابل، على التقاء رئيس الوزراء الفلسطيني، احمد قريع.
وحسب ما نشرته الوكالة المصرية فقد صادق شارون وعرفات على مبادئ الخطة المصرية، وأعلن شارون استعداده لتطبيق الانسحاب الإسرائيلي فورا من قطاع غزة، وطلب من مدير جهاز المخابرات المصرية، عمر سليمان إبلاغ الرئيس المصري، مبارك، انه سيبذل كل جهد من اجل تطبيق خطة خارطة الطريق.. وقالت الوكالة المصرية: إن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ودولا أخرى أعربت عن دعمها للخطة المصرية ووعدت بمساعدة قوات الأمن الفلسطينية على فرض سيطرتها على قطاع غزة، بعد الانسحاب الإسرائيلي.
يشار إلى أن الرئيس حسني مبارك هاتف رئيس الحكومة الاسرائيلية، أريئيل شارون مساء يوم الاثنين، الموافق 31 - 5 - 2004، ووعده بالمساعدة على تطبيق خطة الانسحاب من غزة.
واعلن رئيس الوزراء الفلسطيني، أحمد قريع يوم الاثنين ذاته: أن القيادة الفلسطينية تدرس مقترحا مصريا بإعادة تأهيل وتدريب الأجهزة الأمنية الفلسطينية في قطاع غزة لاحكام السيطرة الأمنية في حال انسحبت إسرائيل..
موضحا: أن خطة أمنية فلسطينية تم وضعها ستتضح صورتها خلال الأيام القليلة المقبلة.
وكانت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية قالت مؤخرا: إن مصر مستعدة لارسال ما يتراوح ما بين 150 إلى 200 خبير أمني إلى قطاع غزة لمدة ستة أشهر لتدريب قوة أمنية تابعة للسلطة الفلسطينية.. وسيعمل فنيون وخبراء أمنيون أوروبيون إلى جانب المصريين في البرنامج التدريبي المقترح.
وذكرت الوكالة المصرية أن القاهرة ستعيد بناء مراكز الشرطة والسجون في قطاع غزة، وتمد قوات الأمن الفلسطينية بمعدات لاسلكية وعربات وأسلحة خفيفة.
|