تناولت شعر حسن القرشي في كتابي (شعراء من أرض عبقر) فألفيته شاعراً أصيلاً متمكناً من أدواته وقد ظل كذلك منذ بداياته الشعرية المتمثلة في ديوانه (البسمات الملوثة).
شاعر يجيد الغناء للمعاني الجميلة والقيم الإنسانية النبيلة محافظ على مساره الشعري، حريص على تطويره والارتقاء به شكلاً ومضموناً، ويكمن إخلاصه للشعر فيما تلا ذلك الديوان من دواوين ومجموعات شعرية، تكرس مفهوم الشاعر الأصيل والمبدع المتميز.
كما حفل شعره بالعديد من الاتجاهات الشعرية فكتب الشعر الوطني والوصفي بالتمكن ذاته وبالقدرات نفسها.
وقد أتاحت له أسفاره العديدة وعمله في السلك الدبلوماسي بشحذ تجربته وتجديدها بين الفينة والأخرى.
إذ نجد في العديد من نصوصه نفس الشاعر المخلص لموهبته الحريص كل الحرص على تطويرها.
كما تعتبر تجاربه في كتابة القصة من التجارب الأولى في هذا الفن في أدبنا السعودي حيث أصدر مجموعة قصصية في العام 1376ه. وكذلك (حب في الظلام) في العام 1393ه.
إضافة إلى مجموعة مقالات أصدرها في العام 1385هـ تحمل رؤيته في بعض القضايا الثقافية والاجتماعية.
وأجد أنه من القول بالحق أن حسن القرشي يمثل أنموذجاً للأديب متعدد المواهب متنوع الاتجاهات.
ومع كثرة ما قيل عن شعره وما ألف عنه من دراسات وأبحاث إلا أنه لايزال بحاجة إلى درس وتحليل متأن في سياق تجربة شعرنا المعاصر.
وذلك لأنه وجد في سياق البدايات الثقافية الأدبية في بلادنا كما عايش ما تلا ذلك من تحولات وتطورات.
وقراءة الشعر في سياق متكامل تعطي الدارس ضوءاً كاشفاً لأثر المتغيرات والظروف التي تطرأ على تجربة المبدع هنا أو هناك.
|