حين نقتفي أثر الشعر وإطلالة نهضته ، وحين نستذكر الأسماء التي لمعت في سماء الشعر وأبدعت ، وحين نذكر الأعلام الرواد بعطائهم وفكرهم وإبداعهم لا يغيب عنا ذكر شاعر رائد ومجدد كحسن عبد الله القرشي ، ولكن غيبه الموت عنا كما غَيَّب الآخرين ممن أبدعوا وساهموا في بناء نهضة فكر وأدب الوطن ، فان اسم حسن القرشي لن يغيب وأثره سيبقى حتى بعد ان يفنى جسده .
كنت حقا تلميذا للعواد - ولم يحب العواد من الشعراء إلا من كان يميل إلى التجديد وينبذ التقليد وذلك هو سر محبة العواد للقرشي . وقد كنت سعيدا بمرافقة الرائدين وهما من مؤسسي نادي جدة الأدبي ومن رؤسائه الأوائل ، وإذا كنا نعد القرشي من رموز الشعر السعودي ورواده المجددين فقد عرفت دماثة خلقه وحلو لسانه وطيب معشره ولا أنسى اني كما استفدت من فكره وإبداعه استفدت من خبرته في إدارة النادي ، حيث كنت سنده وعونه في إدارة شؤون الناس خلال الفترة الانتقالية بعد وفاة الأستاذ العواد وقبل الانتخابات التي رشح فيها بالإجماع كرئيس للنادي قبل انتقاله إلى الخرطوم وتعيينه سفيرا لخادم الحرمين الشريفين هناك . رحم الله القرشي وغيابه لا شك خسارة لأدبنا وحركتنا الشعرية.
(**) أمين سر نادي جدة |