فقدت المملكة العربية السعودية والوطن العربي ، واحداً من أكبر شعرائها المبدعين ورجالها المخلصين .. الشاعر الأستاذ حسن عبد الله القرشي .
قرأت له العديد من مقالاته الأدبية التي كان يدبجها بيراعه الفياض ، وقرأت بعض دواوينه وعددا من قصائده التي كان ينشرها ، وكنت اقرؤها بدافع الإعجاب بفحواها وبفصاحتها العربية الراقية .
ولسوء حظي ، لم أكن قد التقيته إلا منذ عشر سنين تقريبا ، حيث قابلته صدفة في مكتب شاعرنا الكبير العملاق السيد محمد حسن فقي ، أمد الله في حياته وعافاه.
ولمّا ذكرت له إعجابي بشعره ورصانته وجزالته ، إذا به يبادلني هذا الإعجاب أيضاً عن العدد القليل من القصائد التي نشرتها آنذاك ، وذكر لي سبب إعجابه مما أفرحني حقاً ، فهو من الشعراء الكبار والمبدعين الذين يعتد برأيهم ، وانا كنت لتوي قد أخرجت شعري من عقاله.
ومن المصادفات العجيبة التي حدثت بيني وبينه انه حينما انتقل المغفور له - بإذن الله - الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز إلى الرفيق الأعلى ، أعد هو قصيدة همزية رائعة من بحر الرَّمَل.. رثى بها سمو الأمير فيصل.. ونشرتها جريدة المدينة المنورة في صفحة كاملة . وكنت أنا قد أعددتُ أيضاً قصيدة همزية من بحر الرمل ، دون أن يعلم أحدنا بقصيدة الآخر .. رثيت بها الأمير نفسه . وأرسلتها لنفس الجريدة في نفس الوقت تقريباً ، فنشرتها بعد أيام من نشر قصيدته ، وفي صفحة كاملة أيضاً.
وهذه القصيدة تم نشرها في ديواني (ذو العصف والريحان) بعنوان : (العزاء).
إنني أكن كل احترام لهذا الشاعر الفذ الذي ستبقى آثاره الأدبية وسيبقى شعره العربي الفصيح الجليل في سجل الخلود ، وتتداوله الأجيال الواعية المثقفة إن شاء الله.
رحم الله هذا الشاعر الفذ وأدخله فسيح جناته.
|