نبض الشارع
اختفاء ظاهرة الالتزام بحزام الأمان
الهم الأمني.. تجاوز الهم المروري فحدث الإهمال

لم نعد نرى أحزمة المقاعد على أكتاف قائدي السيارات في الآونة الأخيرة فقد تقلصت أعداد الملتزمين بهذه القاعدة المهمة من قواعد السلامة المرورية الى حد بتنا معه لا نرى إلا القليل من كبار السن والمثمنين لعواقب الأمور، أما فئة الشباب والمراهقين فيبدو أنهم قد نسوا شيئا اسمه الحزام في السيارة واستعاضوا عنه بالأبواق العالية والسامري والنقازي التي تصدر أصواته من خلال نوافذ السيارة لتزعج أذواق الآخرين ممن لا يرغبون سماع الموسيقى على الأقل في ذلك الوقت والمكان.
كما أن البعض بات يتعمد ويتفنن في التجاوز من اليمين الى حد قفز الأرصفة في تعبير أهوج يدل على توفز الأعصاب وحدتها من الزحام رغم أنه في المعتقد الأصوب أنه غير مستعجل وليس هناك ما يدعوه للمغامرة تلك، أما قطع الاشارة فليس حكراً على صغارنا من سائقي المركبات بل ان هناك من يتفوق عليهم في هذا الشأن فالملاحظ بوضوح ان سائقي الليموزين وسائقي العائلات من الآسيويين الوافدين الينا للعمل دون خبرة هم أكثر من يقترف هذه الممارسة الخطرة التي تعاقب عليها أنظمة الدول المجاورة لنا وليست البعيدة عنا فقط بعقوبات صارمة تصل الى الغاء الاقامة والتسفير من البلاد.
لكن لماذا هذا التراخي؟ قد نجد نوعا من الاجابة غير المقنعة على لسان مواطن أو آخر يقول: إن الظروف الأمنية أخذت من رجال الأمن والمرور مزيداً من الاهتمام يتجاوز الهم المروري، وإن بعض ضعاف النفوس استغلوا هذا الهامش لأمنهم من العقاب، وهذا ربما كان تبريرا خاطئاً وحتى وان كان في نسبة منه صحيحاً، فالمأمول دائماً ألا يطغى عامل على عامل آخر يكون تأثيره السلبي أكثر ضرراً ولا نخال رجال المرور في غفلة عما يحدث من تقاعس في تطبيق الأنظمة المرورية، ولكن البعض ظنوا خطأ أنهم كذلك فتمادوا في كسر قواعد السير وهم الخاسرون على كل الأحوال.