الإرهاب والإجرام ولإرهابيون والمجرمون والقتلة كلها كلمات لا تكفي لوصف العملية التي استهدفت مبنى يضم قطاعاً من القطاعات الأمنية في الرياض والهجوم في ينبع والخبر وقبل ذلك مجمعات سكنية في الخبر والرياض.. ولا تكفي تلك الكلمات لوصف من ارتكب وخطط لتلك العملية، الأوصاف التي تصف هذا العمل ومن قام به كثيرة ورغم ذلك فهي لا تكفي، الشجب والتنديد والاستنكار والاستهجان والرفض لا تكفي في مواجهة مثل هؤلاء المتعطشين لدماء الأبرياء مهما كانت مبرراتهم ودوافعهم، ومع ذلك فوصف العملية ومرتكبيها بتلك الأوصاف وإدانتها وشجبها ومعارضتها ورفضها والتنديد بها مطلوب وواجب على كل مواطن وعلى كل من يعيش على تراب هذا الوطن بل وعلى كل مسلم وهي وسيلة من وسائل محاربة الإرهاب.
عندما نفذت الاعتداءات على برجي التجارة العالمية ووزارة الدفاع في داخل الولايات المتحدة كان هناك استنكار على قتل الأبرياء في هذه المجمعات من كل من يرفض الإرهاب سواء كان على مستوى الحكومات أو على مستوى الأفراد ومن كل دول العالم.
ورفضت المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً أن يربط مثل هذا العمل الإجرامي بالإسلام، ورفضت وفندت الادعاءات حول إلصاق الإرهاب بالإسلام والمسلمين.. ورغم وجود الاحتقان والكراهية للسياسة الأمريكية المتبعة والتي تتعامل مع القضية الفلسطينية إلا أن اتباع تلك الأساليب تم رفضه وإدانة مرتكبيه، ولكن في نفس الوقت طولبت الإدارة الأمريكية من قبل الحكومة والمثقفين في المملكة بالبحث في أسباب الكراهية والرفض للسياسة الأمريكية، وطولبت بإعادة النظر في سياساتها وتعاملها مع القضية الفلسطينية مع التأكيد على الرفض لمثل هذه العمليات الإرهابية.
إن أي مواطن في هذا البلد يبدي استغرابه الشديد ويتساءل: لماذا الاستهداف لبلد الحرمين الشريفين من قبل الإرهابيين؟.. المملكة العربية السعودية هي البلد الوحيد الذي دستورها هو القرآن والسنَّة وكل تشريعاتها مستمدة من هذين المصدرين.
المملكة العربية السعودية هي التي بها أكبر عدد من مدارس تحفيظ القرآن في العالم، المملكة هي التي بها أكبر عدد من المساجد مقارنة بعدد سكانها، المملكة هي التي تهيئ المسكن والراتب لأئمة المساجد والمؤذن والفراش، المملكة هي الحريصة على بناء المساجد وتأثيثها بكل متطلباتها وصيانتها، المملكة هي البلد الوحيد في العالم حسب معرفتي والتي تفتح مساجدها لتحفيظ القرآن والمحاضرات.. المملكة هي التي أنشأت مركزا لطباعة المصحف الشريف وتوزيعه مجاناً على المسلمين في كل أنحاء العالم، المملكة هي البلد الوحيد التي صرفت مليارات لبناء المراكز الإسلامية في كل أنحاء العالم وتقديم كل ما يلزم لهذه المراكز لتكون إشعاعاً لنشر تعاليم الإسلام دون تشنج وتطرف.
المملكة العربية السعودية هي البلد الوحيد التي أنشأت مراكز وبعدد كبير لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومنحتها صلاحيات واسعة، المملكة العربية السعودية جعلت لها مكانة بين دول العالم الإسلامي وقامت بخدمة الحرمين الشريفين وسخرت كل الإمكانات لخدمة الحرمين الشريفين. لقد صرفت عشرات المليارات في سبيل خدمة الحجاج والمعتمرين من خلال الصرف على التوسعة للحرمين التي لم يسبق لها مثل على مر التاريخ الإسلامي.. صرفت مبالغ هائلة على تسهيل وصول المعتمرين والحجاج وأداء مناسكهم بكل راحة وهدوء وطمأنينة، أنشئت الطرق والجسور والأنفاق في المشاعر المقدسة كل ذلك من أجل خدمة الإسلام ورفعته وخدمة الحجيج والمعتمرين الذين يأتون من كل حدب وصوب، المملكة العربية السعودية لم تتردد في مساعدة الدول الإسلامية والشعوب الإسلامية سواء من خلال القروض أو الإعانات، المملكة العربية السعودية هي السباقة دائماً في إيصال المعونات والإغاثة للمنكوبين في الدول الإسلامية المختلفة عند تعرضها لكوارث من أي نوع.
المملكة العربية السعودية هي المساندة لقضايا الأمتين العربية والإسلامية، قضية فلسطين شاهد حي على الدعم المالي والمادي والمعنوي والسياسي للمملكة واستمرارها وحرصها في الدفاع عن هذه القضية، ولا شك أن هذا الدفاع والحرص كلفا المملكة الشيء الكثير وبالذات في العلاقات الخارجية، والموقف الأمريكي والضغوط التي تواجهها المملكة من الجانب الأمريكي ما هي في الأساس إلا نتيجة لمواقف المملكة المساندة للقضية الفلسطينية وإصرارها على رفض السياسة الأمريكية المتحيزة للصهاينة، ورغم ذلك لم تأسف المملكة على هذه المواقف بل هي متمسكة بالمساندة لهذه القضية وبكل الوسائل الممكنة، ولم يكن هذا الموقف المساند للقضية الفلسطينية جديد بل إنه متجدد وحي باستمرار وبدأ منذ عهد الملك عبد العزيز- رحمه الله-.
المملكة العربية السعودية رفضت الغزو الأمريكي للعراق وهي ترفض الاحتلال وتدعو إلى تسليم السلطة للعراقيين وتدعو إلى وحدة أراضي العراق، المملكة العربية السعودية ومن خلال مؤسساتها الحكومية المختلفة حرصت على تنمية هذا الوطن في كافة الجوانب التنموية المختلفة من تعليم وصحة وعمران وطرق واتصالات ودفاع وصناعة وأمن وغيرها.. أمكن تحقيق بنية تحتية في كافة الجوانب، تم إجراء إصلاحات إدارية وسياسية وتنظيمية داخلية واسعة والمتعلقة بنظام الحكم والمناطق ومجلس الشورى ومجالس المناطق وأخيراً المجالس البلدية التي سينتخب أعضاؤها، كما أن لجنة التطوير الإداري وقبلها لجنة الإصلاح الإداري التي يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز وزير الدفاع والطيران والمفتش العالم والذي يحرص ويعمل بتفان وجهد كبيرين مع أعضاء اللجنة على تنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين فيما يتعلق بالتسريع في التطوير الإداري والتنظيمات الهيكلية لكل الوزارات والمؤسسات الحكومية المختلفة. ولا شك أن حكومة خادم الحرمين الشريفين تعمل وبالتدريج وبخطى محسوبة على العمل على التوسع في الإصلاحات السياسية والاستماع للآراء والأفكار البناءة من أصحاب الرأي والفكر والرؤية الواضحة في هذا الاتجاه والعمل على تنفيذها، وما مركز الحوار الوطني الذي تبناه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبد العزيز إلا قناة من قنوات الحوار التي ستسهم في إصلاحات عديدة بعد بلورة ما يرد في لقاءات الحوار الذي من المقرر أن يستشف الآراء المطروحة للحوار وبلورتها ومن ثم العمل على تنفيذها.
إن ما أشرت إليه أعلاه لا يمثل كل جهود المملكة في هذه الجوانب ولكن رغبت في إيرادها للتذكير بأن هذا البلد استهدف من قبل الإرهابيين رغم هذه الجهود التي من شأنها رفعة مكانة المملكة دولياً ورفعة مكانة المواطن السعودي. إن الكمال لله وحده ولا يمكن القول بأن كل الجوانب اكتمل تنظيمها وإصلاحها وتطويرها بالشكل المأمول ولكن المأمول هوا لاستمرار وبخطى حثيثة في الإصلاح الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.
إن أهداف الإرهابيين ودوافعهم من وراء استهداف هذا البلد غير واضحة وغير معلنة، ولكن مهما كانت هذه الأهداف والدوافع فإن استخدام العنف لتلبيتها مهما كانت نوعيتها لا يمكن قبولها أو تفهمها من أي مواطن يحب الحياة ويحب هذا الوطن.
إن الأهداف الواضحة لنا هي أهداف انتقامية وأخذ بالثأر من رجل الأمن الذي يحرص على أمن الوطن، ومن أهدافهم الترويع للآمنين من أبناء هذا الوطن والمقيمين دون استثناء.. ومن أهدافهم زعزعة أمن الوطن والعودة به إلى التناحر والعصبية والقبلية، عندما حدثت التفجيرات الأولى في الخبر والرياض قيل وقتها إن الهدف هو الضغط على الأمريكيين لكي لا يكون لهم تواجد عسكري بالمملكة.
ورغم أن تلك التفجيرات لا تبرر ذلك الهدف ولم يقبلها مواطن أو مسئول وقد خرج الأمريكان ليس بفعل هذا الضغط ولكن باتفاقات مع المملكة ولرفض المملكة التعاون في ضرب العراق ومن قبلها أفغانستان.. بعد التفجيرات والعمليات الإرهابية الأخيرة قال البعض ممن يدعون الإصلاح أن السبب هو البطالة التي ارتفعت نسبتها والبعض قال إن الشباب الذين عادوا من أفغانستان لم يتم استيعابهم.
إن هذا القول وهذه الأهداف ليست مبررة ولا يمكن قبولها لأنه لو كل بلد وجدت فيه نسبة بطالة عالية استخدم العنف من أجلها لعدنا إلى شريعة الغاب.. ثم إن الجهات الحكومية المعنية تعمل في التخفيف من نسب البطالة وهي تعمل للتسريع في هذا الاتجاه.
إنه من المؤكد أن هناك أبعاداً وأهدافاً أكبر بكثير مما قد يبدو وقد يكون وراء الأكمة ما وراءها وعلى هذا الأساس لا بد من التعامل مع هذه الموجة من الإرهاب بالشكل الذي تستحقه والعمل من جهة أخرى على الإصلاح والتطوير المدروس في كل الجوانب التي تعزز من مكانة هذا البلد بأرضه وسكانه.
إن محاربة الإرهاب الذي تواجهه المملكة يحتاج إلى خطة عمل مدروسة ومتقنة ومحكمة يشارك فيها الجميع، أمن المملكة بكاملها مستهدف من هؤلاء القتلة بكل من عليه المسؤولية الأمنية ليست فقط من واجب المؤسسات الأمنية وإن كانت هي الأساس ورأس الحربة، سيظل دورها ناقصاً دون أن يستشعر كل فرد مسؤوليته الأمنية كاملة، وعلى هذا الأساس فإن الخطة الأمنية التي أعتقد أنها ستساعد كثيراً على محاربة الإرهاب واجتثاث جذوره بإذن الله يمكن تلخصها في الآتي:
أولاً: إن هيئة كبار العلماء عليهم مسؤولية كبيرة تتعلق بتوضيح موقفهم من هذه الأعمال بإصدار بيان وفتوى حول من يرتكب هذه الأعمال ومن يخطط لها ومن يمولها، ولابد أن يكون هذا البيان واضحاً ولا لبس فيه، ولا يكفي كلمات بأن هذا العمل لا يجوز أو كلمات من هذا القبيل، خاصة وأن هؤلاء ينفذون أعمالهم الإرهابية باسم الإسلام، وحتى لا يختلط الأمر على عامة الناس.
ثانياً: إن على علماء الدين والخطباء في المساجد مسؤولية كبيرة في محاربة الإرهاب، ولا يعفون منها البتة ونخص منهم من وهبه الله فصاحة في اللسان وبلاغة في البيان وقدرة على الإقناع وسعة في الثقافة الدينية، أن يتحدثوا إلى الشباب ويوجههم الوجهة الصحيحة التي تبعدهم وتحميهم من الوقوع تحت تأثير الغلاة والمغالين في الدين.إن كثيراً من هؤلاء لديهم القدرة على التأثير وذلك في جعل الشباب يبكون عندما يسمعون أحاديثهم الدينية وعندما يستمعون لدعائهم وقصصهم عن السلف الصالح فهل لديهم القدرة هذه الأيام لجعل الشباب يبكون على ما جرى لرجال الأمن ومهاجمة المجمعات السكنية وقتل الأبرياء؟.. هل لديهم القدرة على إقناع الشباب - الذين هم أكثر من يحضر محاضراتهم - بأن يقفوا صفاً واحداً لمحاربة الإرهاب والبعد عن الغلو والتطرف؟.. هل لديهم القدرة لتوجيه الشباب لكيفية التعامل مع الآخر مهما كان هذا الآخر واستخدام أسلوب الحوار بدلا من العنف؟.. هل لديهم القدرة على إقناع الشباب وتوجيههم إلى التعامل مع المستجدات والتقنيات والأخذ بأسبابها للارتقاء بالأمة إلى وضع يجعل لها مكانة قوية بين الأمم في ظل العولمة والمستجدات على كافة الأصعدة؟.. لقد هيئ للمتفقهين في الدين والمتخصصين في العلوم الشرعية بشكل عام ما لم يهيأ لغيرهم من فئات المجتمع الأخرى اللهم لا حسد ولكن لا بد من إعادة النظر في الخطاب الديني وطريقة النصح وطريقة الوعظ وذلك بما يتلاءم والمستجدات والمتغيرات في الحياة العصرية موجباتها وسلبياتها.
ثالثاً: إتاحة الفرصة لعلماء دين ربما لهم دراية ببعض من يقف وراء هذه الهجمة الإرهابية أو يتعاطف معها بالحوار معهم وإقناعهم بالعدول عن هذه الأعمال الإجرامية الإرهابية خاصة وأن حواراً من هذا النوع مع من أصدروا فتاوى تحريضية وتراجعوا عنها بفعل الحوار قد تم في السابق، وسيكون هذا بمثابة إنذار لمثل هؤلاء وبأنهم أعطوا فرصة للتراجع.
رابعاً: إن رجال الهيئة والمحتسبين عليهم واجب في الناحية الأمنية تجاه مثل هؤلاء، لقد كان لديهم مقدرة في تتبع من يتعاطون في تجارة المخدرات والمشروبات المحرمة ومرتكبي أنواع الفواحش الأخرى المتنوعة وسجل الهيئة حافل في هذا الجانب وجهودهم كبيرة في ذلك.
وقد يكون بالإمكان أن يسهموا في هذا الجانب الأمني كما أسهموا في التتبع والمراقبة والقبض على العديد ممن اقترف معصية أو كبيرة وسيكون الأجر والثواب أكبر لو أمكنهم تتبع من يحاول إزهاق روح بشرية دون ذنب.
خامساً: الأسرة عليها واجب أمني وهي من الممكن أن تسهم بشكل كبير، من أين أتى هؤلاء الذين قاموا بالعمليات الإرهابية.
لقد جاءوا من أسر في داخل الوطن ولكي لا أفهم خطأ فإن مشاركة إرهابي من أسرة لا يعني تورط الأسرة أو رضاها بما قام بها ابنها إطلاقا، ولكن المسؤولية هنا تأتي من غياب هذا الابن عن الأسرة لفترة طويلة دون أن تبلغ عن غيابه.
الأسرة ربما قصرت في توجيه الابن وفي ملاحظته والاستماع لأفكاره، الأسرة بحاجة إلى التوعية وإلى الحرص على التماسك وإدراك المخاطر، أفراد المجتمع كلهم مسئولون أمنياً ويجب أن يكونوا حذرين ومتيقظين لا يجب أن نغلق أبوابنا ونبقى وراء أسوارنا ولا ندري بما يدور من حولنا.
سادساً: وزارة الداخلية بكافة قطاعاتها الأمنية تتحمل العبء الأكبر في القضايا الأمنية، ولا شك أنها أبلت بلاء حسناً في مكافحة الإرهابيين وملاحقتهم.
وقد حققت نجاحات متميزة ومنعت كوارث إرهابية كانت ستؤدي إلى مآس كبيرة وتزهق أرواح كثير من الأبرياء، مع أن المملكة تمتد لمسافة تقترب من 8000كم وهذه المسافة تحتاج لتكثيف عدد أفراد سلاح الحدود وتزويدهم بالمعدات اللازمة والمتطورة، رجال الأمن بحاجة إلى مزيد من التدريب واستخدام التقنيات على نطاق واسع لأننا أمام مجرمين أصبحوا محترفين ومتدربين ويخططون ويستخدمون التقنية في تنفيذ أعمالهم الإرهابية. لا ننسى أن هذه الأعمال الإرهابية جديدة على مجتمعنا وأن المملكة كانت مضرب مثل للأمن في الجوانب الجنائية الأخرى وفي قدرة رجال الأمن على المتابعة والقبض على الجناة، ولكن في نفس الوقت لا ننسى أن هؤلاء الإرهابيين بدأوا يستخدمون أسلحة غير عادية لا تستخدمها إلا الجيوش. هناك القنابل وصواريخ ار بي جي وغيرها لا شك أن وزارة الداخلية حريصة ولديها برامجها التدريبية وتتفاعل مع التطورات ولكن ما أوردته هنا هو ضمن سياق تكثيف الجهود في كافة النواحي لمحاربة الإرهابيين ولعل أول هذا الدعم قد وصل وهي النسبة التي تمثل 25% لمن يتعاملون من رجال الأمن في مكافحة الإرهاب.
سابعاً: إن الحاجة ماسة للاستعانة بالقدرات العلمية من الجامعات لإجراء الدراسات العلمية الاجتماعية لبحث هذه الظاهرة وكذلك المشاركة في الخطط والإستراتيجيات للمشاركة في مكافحة الإرهاب، وربما الحاجة أصبحت ماسة لتطوير مركز أبحاث الجريمة بوزارة الداخلية وجعله مركزاً لمكافحة الجريمة والإرهاب والإستراتيجية الأمنية وتخصيص ميزانية كبيرة لذلك.
ثامناً: العمل على تأكد تصريحات صاحب السمو الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية وتفعيلها والمتمثلة في دعوة من انخرط في التخطيط للإرهاب أو ينوي التنفيذ بأن يقوم ببتسليم نفسه، وأنه سيلقى معاملة مختلفة وبأنه سيعفى عنه إذا تاب ووعد بعدم معاودة ذلك، وكذلك التسريع بمحاكمة المتهمين بعد استكمال التحقيق معهم وكشف وفضح أهدافهم ليكون المواطن على علم بنوايا هذه الجماعات الإرهابية، كما أن ذلك ربما سيقود إلى تسليم العديد ممن التحق بهذه الجماعات الإرهابية إلى تسليم نفسه عندما يدرك بعد المحاكمة أن هناك أناس تم تخفيف الحكم عليهم لأنهم لم يشاركوا في التنفيذ وإنما كان لديهم النية في التنفيذ أو النية في المشاركة في عمليات إرهابية.
تاسعاً: إن وسائل الإعلام عليها مسؤولية كبيرة في محاربة الإرهاب والرد على المغرضين من خارج الوطن وإجراء الحوارات الواعية وإبراز الأفكار التي من شأنها الإسهام في دعم مكافحة الإرهاب.
عاشراً: لا بد أن ندرك أن غالبية من شارك في هذه العمليات الإرهابية شباب صغار تم إغواؤهم في الانضمام للعمل الإرهابي ولا شك أنهم خضعوا لعملية غسل دماغ من قبل محترفين دعتهم إلى تفجير أنفسهم وكان كل ذلك باسم الدين والرغبة في الوصول إلى الجنة مبكرا، ومن هنا لا بد من حملة مضادة توعوية تشارك فيها كل الجهات.
أحد عشر: إن المملكة تعاونت دولياً في مكافحة الإرهاب والمملكة من المبادرين في مكافحة الإرهاب والتعاون دولياً في ذلك من قبل 11 سبتمبر بمدة طويلة، ولذلك لابد للمملكة أن تطالب بعض الدول التي تأوي محرضين على لإرهاب تحت ذريعة المطالبة بالإصلاح ووصف من قام بالتفجير بأنهم مجاهدين بأن تسلم مثل هؤلاء.
إن إدانة هؤلاء من ألسنتهم وهم يدعون للتحريض والعودة للقبلية والعصبية والجاهلية الأولى نحن بحاجة إلى دعم الدول الإسلامية والدعوة لعقد ندوات ومؤتمرات في الدول الإسلامية وفضح أهداف مثل هؤلاء.
اثنا عشر: الجانب التعليمي ذو أهمية بالغة في مناهجه وتطويرها ومتابعتها للمستجدات والتطورات بالإضافة والجانب الأهم في العملية التعليمية هي دور المعلم وتوجيهه ليس فقط في تعليم ما في المنهج ولكن التنبيه للمخاطر والمنزلقات،كم من المعلمين تحدث عن الإرهاب وما حدث من اعتداءات في الرياض وينبع والخبر؟.. كم من المعلمين حذر من الفكر المنحرف لهؤلاء؟.. كم من المعلمين حاول توضيح خطورة هذه الأعمال على الأسر والأفراد والمجتمع؟. المراكز الصيفية بحاجة إلى إعادة النظر في تصميم برامجها وفي الإشراف عليها.. المراكز الصيفية بحاجة إلى تكثيف التركيز على استخدام الكمبيوتر وإلى برامج ترفيهية رياضية وإلى برامج ثقافية متنوعة وبشكل متوازن دون أن يطغى جانب إلى آخر.
نسأل الله أن يرحم من استشهد في سبيل الدفاع عن الوطن ومن مات من الأبرياء غدراً وغيلة من قبل هؤلاء المفسدين في الأرض وأن يجنب الوطن كل أنواع المخاطر وأن يهدي من انخرط في طريق الإرهاب إلى الصواب والعودة إلى طريق الرشد والله أسأل التوفيق.
|