عجيبة جداً، تلك التي حصلت لصديقي مع ابنه!!
فيا لما حصل له؟ فضيلة من جهة والعكس.
العظة فيها والعبرة، إننا لجديرون بالاهتمام بمغزاها، ففيها فوائد جمّة تعود بالمصلحة تعود بضمان المستقبل..
حمل ابنه مؤهلاً دراسياً، وسينتقل إلى مرحلة جديدة من مراحل التعليم, وهو ذكي من أبرز زملائه، وأمله كبير، وطموح في نفس الوقت، قرر أن يوجهه لإحدى المدارس ليواصل دراسته، أشعره بما نواه له، ولكن الولد يخالف الرأي فلا ينقاد إلى الدراسة بهذه المدرسة ولعل الحق معه، والأب يحب لابنه مستقبلاً رسمه هو له، فقد مارس الحياة وطبيعة الأسرة والمجتمع الصغير وبالطبع فهو مصيب في رأيه. كان من الأب إجبار ابنه ولم يكن الولد ليخالفه فيما يريده له الأب (رغم عدم الرضا منه) إلا أنه علَّق قائلاً: لا أخالفك ولكن سترى آخر العام..
لفت هذا القول انتباه الأب، وساورته هذه القولة طوال العام وانتظر الساعة الفاصلة بفارغ الصبر.
ظهرت نتيجة الامتحان وإذا به قد أخفق بجميع المواد عدا مادة واحدة (شفوية)، عندها علم الأب بخطئه وندم على ما فات - ولات ساعة مندم - اضطر إلى ترك الولد ليرسم ويقرر طريقه لمستقبله، وخسر سنة دراسية، وواصل الابن في المجال الذي أراده.
فيا لما انطوت عليه..
إن ترك الرأي للطالب في الاختيار فضيلة, ليسير على منهج صحيح، لتنمية المواهب وتنشيط الملكة، وللتفاني في المجالات، فيتحقق المستقبل.
صالح عبد الله الجريش/الرس |