في مثل هذا اليوم 2 يونيو من عام 1997م، أدين تيموثي ماكفاي الجندي السابق بالجيش الأمريكي بخمس عشرة تهمة تتعلق بالقتل والتآمر، وذلك بسبب دوره في التفجيرات الإرهابية التي استهدفت مبنى ألفريد موراي الفيدرالي بأوكلاهوما سيتي.
ففي 19 أبريل 1995 وبعد التاسعة صباحا بقليل انفجرت شاحنة مملوءة بالمتفجرات خارج مبنى ألفريد موراي الفيدرالي، وقد أدى الانفجار إلى انهيار الواجهة الشمالية للمبنى المكون من تسعة طوابق، مما أدى إلى مصرع أكثر من 100 شخص على الفور وأدى إلى احتجاز العشرات تحت الركام.
وقد هرعت أطقم الطوارئ إلى أوكلاهوما سيتي من كل الولايات المتحدة، وعندما توقفت جهود فرق الإنقاذ في النهاية بعد أسبوعين من الانفجار وصل عدد الوفيات إلى 168 شخصا، بما في ذلك 19 طفلاً كانوا في مركز رعاية الأطفال في المبنى وقت الانفجار.
وفي 21 أبريل تم تكثيف مطاردة المشتبه فيهم في أسوأ حادثة إرهابية تم ارتكابها على الأراضي الأمريكية آنذاك، وأدت تلك الحملات المكثفة إلى القبض على تيموثي ماكفاي (27 عاما) الجندي الأمريكي السابق، والذي تطابقت أوصافه مع أقوال شهود عيان عن أوصاف رجل شوهد في مسرح الجريمة.
وفي اليوم ذاته استسلم تيري نيكولاس وهو أحد أعوان ماكفاي في مدينة هيرنجتون بتكساس، بعدما علم أن الشرطة كانت تبحث عنه. وقد اكتشف أن كلاهما كان عضوا في جماعة يمينية راديكالية مقرها ولاية ميتشيجان، وفي 8 أغسطس وافق جون فورتير الذي كان يعلم بخطة ماكفاي لتفجير المبنى الفيدرالي على الشهادة ضد ماكفاي ونيكولاس وذلك نظير تخفيف عقوبته.
وبعد ذلك بيومين قامت لجنة عليا من المحلفين بإدانة ماكفاي ونيكولاس بتهمة القتل والتآمر. وعندما كان تيموثي ماكفاي في سن المراهقة كان لديه ولع بالأسلحة وبدأ في تنمية مهاراته التي اعتقد أنها سوف تكون ضرورية في حالة حدوث مواجهة مع الاتحاد السوفيتي إبان الحرب الباردة.
وفي أغسطس 1992 حدث تبادل لإطلاق النار بين عملاء من المباحث الفيدرالية وأحد زملاء ماكفاي وهو راندي ويفر الذي كان في كوخ له في ولاية إيداهو، وقتل فيه زوجة ويفر وابنه، وأعقب ذلك في 19 أبريل 1993 معركة وقعت بالقرب من مدينة واكو بتكساس أدت إلى مصرع 80 من أتباعه، مما أدى إلى تطرف ماكفاي ونيكولاس وأتباعهما بصورة كبيرة.
وفي أوائل عام 1995 خطط نيكولاس وماكفاي للهجوم على المبنى الفيدرالي بأوكلاهوما سيتي، والذي كان يحوي مكتب مكافحة الكحوليات والتبغ والأسلحة النارية، وهي الوكالة التي شنت هجومها الأول على رفاقه في عام 1993، وذلك إلى جانب وجود العديد من مكاتب الوكالات الفيدرالية الأخرى في ذلك المبنى. وفي 19 أبريل 1995 في الذكرى الثانية للنهاية المأساوية لمواجهات مدينة واكو، قام ماكفاي بإيقاف شاحنة مستأجرة من طراز (رايدر) محملة بقنبلة خارج مبنى ألفريد موراي الفيدرالي بأوكلاهوما سيتي ثم لاذ بالفرار، وبعد ذلك بدقائق انفجرت القنبلة الضخمة التي أدت إلى مصرع 168 شخصاً.
|