** لقاء - سليمان العجلان:
تعطي المجتمعات المتقدمة الجانب الوقائي جلّ عنايتها فهو ذو أبعاد اقتصادية، اجتماعية، أمنية وصحية. ومن ذلك تقليل الجريمة بالحد من أسبابها والعمل بعبارة (الوقاية خير من العلاج) التي إذا ترجمت معناها الدول تسنى لها إقامة مجتمع سليم واع وإذا كانت بعض مؤسسات المجتمع قاصرة عن أداء أدوارها الوقائية المناطة بها فينبغي الا تعجز المدرسة عن ذلك لذا كانت استضافتنا مديرعام الصحة المدرسية بوزارة التربية والتعليم وأمين عام كرسي اليونسكو للتربية الصحية وتدريب المعلمين الدكتور صالح بن سعد الأنصاري لإلقاء الضوء على الجانب الصحي والوقائي في أحد أهم المرافق (وزارة التربية والتعليم) المسؤولة عن المدارس لتبيان الأهداف البعيدة والقريبة والطموحات والعوائق فإلى حصيلة اللقاء:
السن المدرسية
** هل ترى أن الوقاية مع الصغار ذات جدوى!!
- لنجاح التوعية الصحية الفعالة لابدأن تبدأ في سن مبكرة والسن المدرسية افضل لإكساب السلوكيات وفرصة ذلك كبيرةكما أن طلاب المدارس مجتمع يسهل الوصول إليه وإمكانية التأثير في صحة المجتمع من خلال الطلاب إذا علمنا أن نسبة الطلاب للمجتمع كبيرة كما أن المدرسة قناة يمر فيها كافة أفراد المجتمع مع الأخذ بعين الاعتبار أن التعليم إلزامي لدينا، ويجب ألا ننسى أن الطلاب ينقلون الرسائل الصحية إلى أولياء الأمور والمجتمع وبالتالي يتأثرون ويؤثرون إيجابياً كما أن المساهمة فيما بينهم في النوعية أمر وارد (من طفل إلى طفل).
مشكلات مستجدة
** ما هي أهم مشكلات أمراض النمط المعيشي المستجدة؟
- لاشك أن هناك ما هو مهم وأهم في المشكلات المرضية ولكن يأتي في مقدمة هذه المشكلات: السمنة - السكري أمراض القلب والشرايين - ارتفاع في ضغط الدم - الحوادث - هشاشة العظام - تسوس الأسنان - والسرطانات.
** برأيكم كيف يمكن للتربوي المساهمة في زرع السلوكيات؟
- هناك النشاط البدني والأنماط الغذائية السليمة والتوازن الغذائي وتجنب المواد والسلوكيات المرتبطة بالسرطان والسلامة في المدرسة والبيت والشارع والانتظام في شرب الحليب ونظافة الفم والأسنان, كل هذه الأمور تبدو بسيطة إلا أن لها نتائج كبيرة.
نشر التوعية
** ما الذي جعل التربويين فئة مستهدفة لنشر التوعية والدور الوقائي الذي تطمحون إليه؟
- لأن المعلمين هم الأكثر عدداً فهم (150759) معلماً وهذا العدد الكبير يقضي مع الطلاب وقتاً أطول ويحسنون التواصل ولديهم القدرة على التأثير ولأنهم مهتمون بقضايا الطلاب الصحية ويجب ألاّ ننسى أن عدد الطلاب والطالبات في المملكة يقارب 4.5 ملايين طالب وطالبة وبذلك تكون نسبة الطلاب والطالبات حوالي 25% من السكان ونسبة الاطباء للطلاب (طبيب - 4637 طالبا)، ونسبة المعلمين للطلاب (معلم - 12.7 طالباً).
** ما الإستراتيجيات العامة للصحة المدرسية في المملكة؟
- التركيز على الخدمات الوقائية وإعطاء الأولوية التربية الصحية وإشراك الأسرة التربوية مع التركيز على دور المعلم وانطلاق الأنشطة الصحية من المدرسة لانها أرض خصبة للتوعية وبالتالي نقلها للمنزل.
** ما هي المجالات التي يمكن للتربوي المساهمة فيها في الصحة المدرسية؟
- يجب ألا يقتصر دور المعلم على الجانب التحصيلي فقط بل أن يساهم في التوعية الصحية وفي البيئة المدرسية والخدمات الصحية والتغذية المدرسية والتربية البدنية والصحة النفسية كما يجب ألاّ ينسى المعلم خدمة المجتمع المجاور.
آليات التدريب
** ماذا عن آليات تدريب المعلمين؟
- من يخطط للتدريب! وأين يكون ذلك في مراكز التدريب في ادارات التعليم؟
وعن كيفية الإعداد والتنفيذ بمعنى متى يكون ذلك أثناء عودة المعلمين بداية ونهاية الفصول الدراسية.
والذي يدرب هي جهات معينة مثل الصحة المدرسية كإدارة وكليات التربية وكليات المعلمين ومتى طبق ذلك فسوف نحصل على مخرجات إيجابية عبارة عن ثروة كبيرة.
** فيم تتمثل الاحتياجات التدريبية للمعلمين؟
- الاحتياجات التدريبية تنقسم لقسمين هما المفاهيم والمهارات، فالمفاهيم تنص على أن يدرك المعلم الفهم الشامل للصحة والعلاقة بين الصحة والتعليم وكذلك تعزيز الصحة من خلال المدارس والتربية الصحية في المراحل المختلفة وتحسن البيئة المدرسية وكذلك مكونات الصحة وبرامجها وخدماتها.
أما عن المهارات فضروري تخطيط وتنفيذ برامجها ودمج التوعية الصحية في المناهج والتوعية الصحية في النشاط الطلابي وإدراك مهارات الحياة وكذلك الاكتشاف المبكر للمشكلات الصحية وإجراء القياسات الطبية الحيوية لمعرفة مدى التقدم كما يجب ألا نغفل الإسعاف الأولي حتى لا تتفاقم المشكلة.
** ما هي أسس نجاح التوعية الصحية المدرسية بالمملكة من وجهة نظركم؟
- النجاح يحتاج إلى التخطيط الجيد وكذلك البيئة الداعمة وأن يؤدي المجتمع دوره وكون التركيز على اكتساب المهارات وإعادة توجيه موارد الصحة المدرسية وتطوير المدربين.
** ما هي برامج الصحة المدرسية بالمملكة؟
- برنامج التوعية الغذائية (غذاؤك حياتك) وبرنامج (سموس النظيف). وبرنامج المرشد الصحي وبرنامج الحليب المدرسي (فسحة الحليب). وبرنامج (حروب التبغ.. وبرنامج منتدى المعارف الصحية.. واشراك التربويين والمعلمين في مؤتمرات الصحة المدرسية.
** من تدربون؟
- ندرب معلمي العلوم - ومعلمي التربية البدنية ومعلمات التدبير المنزلي والمرشدين الطلابيين.
صعوبات وعوائق
** ماذا عن الصعوبات والعوائق في العمل التربوي الصحي؟
- عدم وضوح الدور الوقائي، ضعف مهارات التدريب والتعليم، الانشغال في الخدمات العلاجية، اختلاف التأهيل الطبي عن حاجة المدرسة، ازدحام الجدول الدراسي وكثرة الأعباء التربوية، مستوى البيئة المدرسية ونقص الموارد وضعف الإعداد وقلة المراجع العربية.
** ختاما.. ما هي الآفاق المستقبلية التي تتطلعون إليها؟
-نأمل تكامل الخدمات التربوية مع الصحة المدرسية وإشراك فئات تربوية جديدة مع الأطباء وإيجاد كوادر ذات تأهيل خاص وخصخصة تدريب المعلمين وتطوير التعليم في المناهج والتحضير الجيد لذلك.
|
"تحقيقات"