لم يستطع الهلاليون إخراج فريقهم من الحالة التي عليها وواصل الفريق مسلسل الخسائر وإن كانت هذه المرة من العيار المتوسط حيث خسر في بطولة الأبطال أمام الطلبة بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد إلا أن ما أفرح الهلاليين هو أنهم خرجوا من هذا اللقاء بالخسارة بثلاثة أهداف فقط وخرج بذلك الفريق من مأزق الخسائر الكوارث والتي كانت بخمسة أهداف لمباراتين متتاليتين.. وعلى الرغم من التغييرات التي أجراها الهلاليون خلال الأسبوع الماضي من تغيير للمدرب العجلاني بالمدرب الوطني حسين الحبشي والذي أجرى عدة تغييرات على خارطة الفريق إلا أن العلة الهلالية لا زالت قائمة فالفريق الهلالي يعاني من عدة احباطات ويعيش حالة عدم توازن غريبة ويحتاج إلى إصلاحات كثيرة على خارطة الفريق حتى يستطيع هذا الفريق العودة لحالة الانتصارات ومقارعة الفرق التي يقابلها..
حالة انهزامية غريبة
ولعل أبرز ما يعاني منه لاعبو الفريق الهلالي قبل أي شيء آخر هو الروح الانهزامية التي يلعب بها لاعبو الهلال مبارياتهم فروح الفريق الهلالي اختلفت كثيراً فأين الهلال الذي يلعب بنفس واحد ورتم أداء تصاعدي وبتناغم وانسجام وروح عالية؟ كل هذا ذهب مع الريح ولم يعد الهلال كما هو فالمتواجدون على أرض الملعب أجسام ترتدي فانيلات الفريق الهلالي بلا روح تحرك هذه الأجسام وتلعب بإحساس الولاء والإخلاص وإحساس من يقف يتقطع ألماً وينزف دماً حباً في هذا الفريق فنحن نرى الآن أنصاف لاعبين، لا فحتى أنصاف اللاعبين أصبحوا أفضل من بعض لاعبي الفريق الهلالي، فمن السبب في غياب روح لاعبي الفريق الهلالي وتحولهم إلى أشباح؟!
هل التقصير إداري أم فني
الحالة الهلالية يجب أن تشخص بشكل صحيح وعلى الهلاليين أن يجلسوا جلسة مكاشفة يستطيعون من خلالها إيجاد الداء الذي يعانيه الفريق ومن ثم وصف الدواء المناسب والحل الجذري والذي من خلاله يعرفون أين يكمن الخلل فهل المشكلة فنية.. وهل تغيير المدربين هو الحل؟ فبعد رحيل طيب الذكر آديموس أتى العجلاني وتغيرت روح الفريق الهلالي ولكن مستواه مازال يترنح وكتبت في ذلك الوقت مقالاً أتساءل من خلاله هل إمكانيات العجلاني في مستوى طموحات الهلاليين أم أن الهلال أكبر من إمكانيات هذا المدرب المجتهد؟؟ ولكن مدير التحرير آثر عدم نشره ولا أدري ماهي الأسباب!! فربما حتى لا يتهمه الهلاليون بمحاولة زعزعة استقرار الفريق في ذلك الحين أو لسبب آخر!! وبعد رحيل العجلاني توقع الجميع أن يتغير الفريق بين يوم وليلة في لقاء الطلبة وربما توقعوا أن تتغير الروح وأن يلعب الهلال بروح مختلفة ولكن للأسف بقي الوضع على ما هو عليه وعلى المتضرر وهم الجماهير الهلالية بلا شك مواصلة الشكوى.. إذاً ربما تكون المشكلة إدارية فإدارة الهلال ورغم تغير بعض الأسماء لم تستطع أن تخرج الفريق من الحالة التي يعيشها وفي أغلب المراحل التي عاشها الفريق أو بمعنى آخر لا توجد هناك استراتيجية واضحة وضعها الهلاليون من أجل إخراج لاعبيه من الحالة التي يعيشونها والتي وصلت إلى مستوى لا يمكن النزول بعده إلى مستوى أقل منه.. فماذا بعد الخمسات والهزائم المتكررة؟ فلو سألت أي فرد من أفراد الفريق الهلالي: هل خسر الفريق ثلاث مواجهات متتالية؟ فبلا شك أنه سيجيب بالنفي. فالجماهير الهلالية لم تتعود أن يخسر الفريق لقاءين متتاليين وبنتائج اعتيادية فكيف هو حالها وفريقها يخسر بالخمسة والثلاثة وبشكل متتال ويبدو أن المسألة ستستمر!!.
أوسكار هل يحل المشكلة؟
يجب على الجماهير الهلالية ألا تتفاءل كثيراً وألا تمني نفسها أملاً في تحقيق بطولة هذا الموسم وهي البطولة العربية فالفريق غير مهيأ البتة لتحقيق ذلك وعلى هذه الجماهير المغلوبة على أمرها في هذه المرحلة أن ترفع أيديها بالدعاء ألا تستقبل شباك فريقها نتائج من النوع الثقيل وأن يكون خروج الهلال من هذه البطولة بأقل الخسائر أو لنقل الفضائح الكروية.. فإحضار المدرب أوسكار لن يغير من الوضع كثيراً فأوسكار لا يملك عصاً سحرية سوف تغير مسار الفريق 180ْ فالهلال يحتاج إلى غربلة وفي أكثر من جبهة فكما قلت يجب أولاً تشخيص الداء ومن ثم إيجاد الدواء الناجع والذي ربما يحتاج إلى الوقت الكافي لإيجاد الحل المناسب الذي يخرج الفريق من وضعه فلا أوسكار ولا حتى أفضل مدربي العالم يستطيعون أن يعملوا المستحيل في فريق يحتضر ولا يستطيع حتى الوقوف على قدميه في مواجهة أضعف الخصوم..
الطريقة الدفاعية البحتة هي الحل
كم تمنيت وأنا أتابع لقاء الهلال بالشارقة في الشوط الثاني ولقاء الهلال بالأهلي في الشوط الثاني كذلك واللقاء الأخير أمام الطلبة أن يلعب الهلال بطريقة دفاعية بحتة حتى يبقى على أقل الخسائر وكم تذكرت طريقة أحد المنتخبات الخليجية في الثمانينيات الهجرية عندما يصطف لاعبوه الأحد عشر داخل منطقة الجزاء من أجل الخروج بأقل الخسائر... فهذه الطريقة ربما تفيد الفريق الهلالي في وضعه الحالي والذي انكشف وضعه في ثلاث مواجهات اثنتان منهما حاسمتان قصمتا ظهره وأبكتا جماهيره.
وأخيراً ماذا أنتم فاعلون؟!
وأخيراً هل يستطيع الهلاليون الخروج من أكبر أزمة يعيشونها طوال تاريخه المديد ويستطيع هذا الفريق أن يقف على قدميه من جديد وفي مدة وجيزة أم أن المرض أصبح عضالا ويحتاج إلى المزيد من الجلسات والعلاج المتواصل حتى يشفى مما هو فيه فيا هلاليون اتحدوا من أجل ناديكم ومن أجل أن يستطيع أن يخرج من عثراته والتي أصبحت مزمنة.
|