أحقاً وفاة الشيخ؟ يا شدة الخطبِ
فقد كان وقعُ الموتِ كالسهمِ في قلبي
أحقاً طواهُ الموتُ والموتُ واقعٌ
ولكنَّ فقدَ الشيخِ من أعظمِ الكربِ
إلى الله أشكو كلّ كربِ وشدةٍ
أصابتْ رفاقَ الشيخِ كالأهلِ والصحبِ
وداعاً إلى الرحمنِ شيخي محمداً
وداعاً إلى الجناتِ يا خيرة الصحبِ
وداعاً ودمعُ العينِ يبكيكَ كلما
ذكرتكَ قبل الموتِ رحماكَ يا ربي
رحلتَ عن الدنيا شغوفاً بجنةٍ
أعدت لأهلِ الخيرِ حقاً بلا ريبِ
رحلتَ إلى الأخرى وأيقنتَ أنها
هي الدارُ لإنسانِ في ملتقى رحبِ
وأعرضتَ عن دنيا فناء حطامها
وهرولتَ نحو الخلد والمنهل العذبِ
عرفتُك يا شيخي وقوراً وحاملاً
لكل صفاتِ الطيبِ والخيرِ والحبِ
جمعتَ صفاتَ الخيرِ أقبلت نحوها
وأعرضتَ جنباً عن كلامٍ وعن سبِ
قضيتَ سنينَ العمرِ علماً ودعوةً
وحباً لكلِّ الناسِ صدقاً بلا كذبِ
هنيئاً لكَ الآلافُ جاءتكَ مثلما
أتتكَ قبيل الموتِ في السهلِ والصّعبِ
نظرتُ إلى الأفواجِ فاضتْ دموعُها
وصلَّتْ صلاةَ الظهر مكلومَةَ القلبِ
ملكتَ قلوبَ الناسِ عقلاً وحكمةً
سقاكَ إلهُ العرشِ بالبارد العذبِ
وأسكنكَ الفردوسَ جنات خالقي
معَ الزَّوجِ و(السرّاءِ) جنباً إلى جنبِ
فيارب صبّرنا على ما أصابنا
وأسكنه جناتٍ أناجيكَ يا ربّي
فهذا عزائي للمحبينَ جملةً
وكلّ صحابِ الشيخِ في الشرقِ والغربِ
وصلِّ إلهي كلّما طارَ طائرٌ
على المصطفى المختارِ والآلِ والصحبِ