بأي حرف للتأبين أبدأ.. بأي دمع للحزن أعبر.. بأي زفرة حرّى تتلجلج في فؤادي أطلقها مخلوطة بدموع الوداع.. رسائل جوالية متتالية.. أتتني في جنح الليل تعلن تشييع جثمانك.. وانتقالك إلى بارئك وخالقك.. واهاً لك.. أيها الشيخ رحلت وتركتني أنزف.. رحلت ودمك الزاكي يعبق عطراً وضاءً طائعاً لله.. شيخنا محمد السعوي .. كنت قبل اسبوع واحد فقط أعيش في أجواء إيمانية معك.. أعيش مع تلاوة لك في صلاة العشاء.. فعشتُ في فضاءات إيمانية وهمت في عوالم ربانية.. لقد متَّ لكنك حيُّ في فؤادي.. لقد رحلت لكنك مقيم في ذاكرتي لقد فارقت دنيانا.. لكنك بين ناظريّ أتذكرك حينما كنتُ تلميذاً بين يديك في المعهد العلمي، إني لأتذكر طيبتك التي تغمرنا بها فيزداد لهيب قلبي الذي يعمره الحزن المتدف لفراقك.. إني لأذكر دموعك الحرّى حينما تقرأ القرآن بين أيدينا.. إني لأذكر خطبك الوعظية التي تشجينا وتبكينا.. إني لألحظك في سطوري هذه فكيف تراني أنساك.. لقد كان لزاماً علينا - أيها الشيخ وأن نتعظ أن نرتدع.. أن نتفكر.. أومازلنا في لهونا وعبثنا؟! أومازلنا في جنونا.. وطيشنا.. لقد رحلت في كامل قوتك.. لقد تخطفك الموت ما بين طرفة عين وانتباهتها.. ونحن غارقون لاهون سادرون.. نعم لقد رحلت.. لكن بخيرك الذي عمّ الجميع.. وما سعيك قرابة الشهرين المنصرمين في إسكان يتيم وزوجه في مسكن ملك إلا بادرة غيثك المدرار.. ونفعك الذي طال الجميع.. لقد علمتنا الكثير.. فرحلت لتسكن بجوار أمك التي غادرت الحياة قبل ما ينيف على الشهر.. رحماك يا الله.. يا ذا العزة والجلال.. أنت أرحم بعبادك من أنفسهم.. يا رب ارحم شيخنا وزوجه.. وابنته.. يا رب وافسح لهم قبورهم وأنزلهم منازل الشهداء يارب هذه دعوة ضارع أحبّ الشيخ فلا تحرمه - يا رب - منزلاً رفيعاً في منزل صدق عندك آمين يا رب العالمين.
|