الحمد لله وبعد :
حين يفجع الإنسان بقريب أو حبيب أو علم ، فإنه ينتابه عدد من الخواطر منها ما يعزي بها نفسه ومنها ما ينصف بها صاحبه . وعندما جاءني خبر وفاة فضيلة الشيخ محمد بن علي السعوي ، برزت أمامي عدد من المعالم في شخصيته (رحمه الله) ولعل في ذكرها امتداداً للذكر الحسن واحتفاظاً بحقه على من تعامل معه ، وإشادة بالأعلام حتى يكونوا أسوة لغيرهم .. ومن ذلك :
فإن خلق التواضع حلية ظاهرة في سلوك الشيخ - رحمه الله - وحسبك بخلق يُلحق صاحبه مصاف الصُّوام القوّام . أما الحرص والدأب على نفع المسلمين ، فلقد كان عضواً فاعلاً في الهاتف الأسري في لجنة الرعاية الأسرية بجمعية البر الخيرية بمدينة بريدة ، فمنذ ما يزيد على عشر سنوات وهو يتولى الإجابة على أسئلة المتصلين في مختلف المجالات العلمية والاجتماعية والتربوية . وعلى صعيد المنبر، فإن المجتمع خير شاهد على العطاء المتواصل وملامسة ما يهم الناس في جوانب حياتهم - والناس شهود الله في أرضه - وجمهور الشيخ من أشد الناس محافظة عليه ، حيث رسم لنفسه خطاً من التوازن في الطرح والعمق في المعالجة والتأصيل الشرعي لمواضيع الخطبة .
وفي مجال التعليم ، فإن ألسنة طلابه في المعهد العلمي ببريدة برهان ساطع على شفقته على الطلاب ، وانتهاز الفرص لتوجيههم ، والالتزام بالمواعيد الدراسية، والغيرة على الدين حتى يُرى الغضب في وجهه وأسلوبه حين يرى منكراً أو مخالفة على الطلاب .
ومسك الختام كلمة الإمام أحمد حين قال : (موعدهم الجنائز) ، فلقد شهدت جنازة الشيخ حضورا عظيماً وشاملاً لكل فئات المجتمع ، كباراً وصغاراً ، عامةً وعلماء ، وهذا شاهد لمحبة وتقدير أهل العلم والفضل . نسأل الله العلي القدير أن يتغمد الشيخ برحمته وأن يحسن العزاء لنا فيه وأن يخلف على الأمة خيراً . وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
|