عبدالعزيز بكاك السيف والقلمُ
وقد رثاك الورى والفضل والكرمُ
تفجرت من عيون القوم مدمعها
وفي القلوب دم الأشجان منسجمُ
جرت مدامعنا .. جفت مرابعنا
صُمّتْ مسامعنا .. والغيظ محتدمُ
عبدالعزيز فكم سطرت ملحمة
بالنصر رايتها تزهو بها القممُ
أذقت صهيون أهوالاً تزلزلهم
حتى سرت فيهم الأوجاع والسقمُ
أرجفتهم برصاص الحق ممتطراً
حتى هوى منهم الأوثان والصنمُ
سلاحك الصبر والإيمان رافده
وفي يقينك عزم ليس ينهزمُ
سعيت للموت والأشواق غامرة
وللشهادة قد زفت بك القدمُ
يابائع النفس بالجنات ترخصها
لازال قبرك تسقي روضَه الديمُ
وأسبغ الله من رحْماته منناً
عليك في جنة جلت بها النعمُ
يابن البطولة والعلياءُ شاهدةٌ
بأنكم نجمها ضاءت به الشممُ
ياشامخ العز والأمجادُ مشرقةٌ
على جبينك فيها أنورت شيمُ
ماللرماح إذا اشتدت لهاذمها
أصاب نافذَها الأعطابُ والجذَمُ
أكلما صُقِلت أسيافُنا قُضُباً
إذا بأسيافنا تنبو وتنثلمُ
يا يوم ياسينَ لم يستوفِ شهرُكمُ
حتى رزئنا بمثل اليوم يضطرمُ
قوم بغوا ولهم قوم تساندهم
حتى اعتدوا واستبيح الدارُ والحُرَمُ
ويح اليهود طغوا سفكاً ومفسدة
قد بات يضحكهم أشلاؤنا ودمُ
أتراحنا فرح فيهم ومكرمة
وإن سررنا فقد حلت بهم نقمُ
الغدر مذهبهم ، والجبن رايتهم
لم يُعْهدنْ منهمُ إلٌّ ولا ذِمَمُ
بني القرود بني الخنزير ويحكمُ
عما قليل لنا الأبطال تعتزمُ
ويح اليهود إذ اغتالوا وإذ غدروا
بل ويح قومي وقد أخزاهم الصممُ
ويل العروبة هل ماتت مبادئهم
أم أنها فُقِدت من نهجها القيمُ
أين الحمية أين الثأر ياعربٌ
أين البطولات للإسلام تنتقمُ
أين الكتائب بالرايات خافقة
وأين فرساننا تسمو بهم هممُ
أين الركاب ركاب الخيل صاهلة
تشق أرض العدا ثأراً وتخترمُ
هبوا جموعاً فقد هبت نسائمكم
الأرض منكم تُرَجِّي النصرَ والأممُ
يا أمتي في خيوط الفجر بارقة
يشدو لها الطير والأيام تبتسمُ
سحائب النصر قد جادت هواطله
بغيثها أرضنا تزهو وتغتنمُ
"الرأي"