* بالانتاير - رويترز:
يجني صناع النعوش في مالاوي أرباحاً كبيرة بسبب انتشار مرض نقص المناعة المكتسب (ايدز) في هذا البلد الافريقي الفقير.
وقال ولفريد تشاناتشي من ورشة تشاناتشي لصناعة النعوش (نصنع في العادة 20 نعشاً يومياً.. لكن عندما بدأ والدي هذا العمل (في عام 1967) كنا لا نصنع سوى نعشا واحدا أو اثنين).
وأضاف (الوفيات ترتفع باضطراد بسبب الايدز). ومالاوي في قلب مركز انتشار المرض إلى جانب زامبيا وزيمبابوي وبتسوانا وليسوتو وسوازيلاند وجنوب افريقيا.
وتفيد تقديرات الحكومة أن فيروس اتش.أي.في المسبب للايدز يصيب نحو مليون من سكان مالاوي البالغ عددهم 11 مليون نسمة. ويعتقد أن نحو 640 الفاً ماتوا متأثرين بامراض تتعلق بالايدز منذ عام 1985.
واعترف العديد من السياسيين البارزين ومنهم الرئيس السابق باكيلي مولوزي بفقد أفراد من أسرهم بسبب هذا المرض. وأسهم الايدز في نقص الغذاء في هذه الارض الخضراء الخصيبة بعد أن أصبح المزارعون الى الحد الذي لا يستطيعون معه العمل.
وتظهر أحدث تقديرات الأمم المتحدة أنه بحلول نهاية عام 2001 كان 15 بالمئة من سكان مالاوي الذين تتراوح اعمارهم بين 15 و49 عاماً مصابين بفيروس اتش.اي.في. وانخفض متوسط الاعمار في مالاوي إلى 38 عاماً من نحو 50 عاما كنتيجة مباشرة لانتشار الايدز الذي يقوض النسيج الاجتماعي ويضر بالانتاجية والنمو الاقتصادي في واحدة من افقر دول العالم. لكنها فترة ازدهار لصناع النعوش.
وينشغل العمال بدق المسامير ووضع اللمسات الاخيرة على النعوش في ورشة تشاناتشي حيث تغطي الارض بقايا نشر الخشب ويملا الغبار الجو. وقال تشاناتشي (نأتي بأغلب الاخشاب التي نستخدمها في صناعة النعوش من موزامبيق). وهو ما يعني أن انتشار الايدز في مالاوي يسهم في تآكل الغابات في موزامبيق.
وضحايا المرض كثيرون إلى درجة أن أسرة تشاناتشي اضطرت لاقامة مشرحة خاصة بها يمكنها استيعاب 52 جثة في وقت واحد لان المشرحة الحكومية في بالانتاير لا يمكنها ملاحقة زيادة معدلات الوفيات بسبب الايدز.
وقال ديفيز كوتوكوا الذي يعمل بالمشرحة لرويترز إن أغلب ضحايا الايدز الذين تلقاهم كانت اعمارهم تتراوح بين 15 و35 عاماً. لكن العديد من صناع النعوش الآخرين الذين اجتذبتهم المكاسب في هذا المجال يعملون على نطاق أضيق من أسرة تشاناتشي.
وأصبحت لافتات الاعلان عن بيع النعوش من المظاهر المعتادة في بالانتاير العاصمة التجارية للبلاد.
|