* تبوك-ماجد العنزي - عبدالرحمن العطوي:
قدم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران -حفظه الله- تبرعاً سخياً لأسرة الرقيب علي بن حمود آل سريع بمبلغ مائتي ألف ريال الذي توفي نتيجة اشتعال أحد ناقلات النفط في إحدى محطات الوقود بتبوك وقيامه بعمل بطولي في إخراجها إلى اماكن بعيدة عن السكان ونتج عنه وفاته رحمه الله.
أعلن ذلك صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك وقال إنه مذ أن علم سمو سيدي الأمير سلطان بهذا الحادث الأليم والدور البطولي الذي قام به الفقيد من عمل إنساني وشجاع حتى بادر سموه حفظه الله بتقديم هذا التبرع السخي.
وأكد سمو أمير المنطقة أن هذه الرعاية الحانية والتجاوب السريع من سمو سيدي الأمير سلطان هو نهج ولاة الأمر في هذه البلاد الذي يؤكد مدى التلاحم الحقيقي بين أبناء هذه البلاد وقيادتهم الحكيمة ويكرس حرص القيادة على أبنائها وأسرها ورفع سموه عظيم الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز.
وكان صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك قد أعلن تكفله الكامل بأسرة الفقيد علي آل سريع الذي توفي إثر احتراقه داخل صهريج وقود عقب عمله البطولي اثر قيادته شاحنة وقود بعيداً عن إحدى محطات الوقود في تبوك وكان يشتعل بالفعل في الموقع نفسه وسيكون تكفل سموه الكريم من خلال دراسة وضع أسرته وتوفير كل متطلبات الحماية الكريمة.
وقد قدم سمو أمير منطقة تبوك ظهر أمس في مكتب سموه بالإمارة تعازي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني لأسرة الفقيد الرقيب علي حمود آل سريع أحد منسوبي القوات المسلحة في المنطقة الشمالية الغربية.
وأحاط الأمير فهد بن سلطان ذوي وأبناء الفقيد برعايته ومشاعره الحانية وتحدث إليهم قائلاً: يجب أن تفخروا بما عمله والدكم وهو من الشهداء الذين سيجزيهم الله بإذنه خير الجزاء.
وصفه سموه ما قام به الرقيب حمود بأنه عمل بطولي يجسد المواطنة الحقيقية لأبناء هذا الوطن المخلصين.
وأضاف أمير منطقة تبوك أن ما سمعه من أخلاق فاضلة عن الفقيد ومحبة الناس له لايستغرب منه هذا العمل وهذه التضحية العظيمة والغيرة التي دفعت ليفتدي بنفسه حدوث كارثة في الحي السكني.
وتحدث الأمير فهد بن سلطان بخصوصية لابني الفقيد محمد عشر سنوات وأحمد ثماني سنوات قائلاً: إذا كان والدكما قد قدر الله له أن يستشهد في عمل بطولي فأنا والدكما وستكونان محل عنايتي الخاصة وسأسعد بلقائكما أي وقت وتلبية احتياجاتكما.
كما اطمأن الأمير فهد بن سلطان على سير امتحانات ابني الفقيد ودعاهما إلى مواصلة الدراسة بكل صبر واجتهاد لكي يكونا أعضاء فاعلين في المجتمع وتحدث معهما حديثاً أبوياً مؤثراً جسد أروع صور التلاحم بين ولاة الأمر وأبناء هذا الوطن المعطاء.
هذا وقد تابعت (الجزيرة) تفاصيل الحادث والتحقيقات الجارية لدى الجهات المختصة والتقت (الجزيرة) مدير عام الدفاع المدني بمنطقة تبوك اللواء ابراهيم الماضي الذي أبدى تأثره البالغ لهذا الحادث الذي أودى بحياة أحد الأبطال الفدائيين وهو الأخ الرقيب علي آل سريع مقدماً تعازيه لأسرة وذوي الفقيد وأكد اللواء الماضي أن التحقيقات مازالت جارية لمعرفة ملابسات حادث الحرمين وقال إن التحقيقات الأولية تشير إلى إقفال التيار الكهربائي أثناء تفريغ الوقود داخل المحطة وعدم اتباع وسائل السلامة داخل المحطة.
وأضاف أن الحادث له جانب آخر مروري وتمت إحالته إلى إدارة المرور للتحقيق فيه.
وحول إجراءات الدفاع المدني بين اللواء ابراهيم الماضي انه يتم أخذ التعهد الأول للمخالفة ثم تعهد ثانٍ ثم يتم إقفال المحطة في المرة الثالثة إلى حين التأكد من اتباع لوائح وقوانين السلامة المرورية وهناك دوريات مخصصة من قبل الدفاع المدني لمتابعة محطات الوقود داخل منطقة تبوك وخارجها وتطبيق لوائح وشروط السلامة داخل محطات الوقود من توفير طفايات الحرمين وتاريخ صلاحيتها وجودتها..
من جهة أخرى أكدت مصادر مرورية أن الحادث وقع على بعد أكثر من 470م من محطة الوقود في منطقة ترابية وحدث انقلاب للصهريج من الجهة اليسرى جهة السائق ونتج عن الحادث انفجار واحتراق الصهريج واحتراق أربع سيارات أخرى من ضمها سيارة الفقيد من نوع سوبرمان.
وعلمت (الجزيرة) أن هناك أسباباً أخرى وراء نشوب الحريق وهو اندلاع النار في مؤخرة الناقلة أثناء التفريغ وإضافة إلى عدم إقفال التيار الكهربائي وكشف شهود عيان أنهم شاهدوا اشتعال النار في مؤخرة الصهريج أثناء تفريغ الوقود.
من جانبهم عبر ذوو وأبناء الفقيد عن بالغ شكرهم وتقديرهم للرعاية الأبوية لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز اللذين قدما الدعم المادي والمعنوي مؤكدين أن اهتمام ومتابعة سمو النائب الثاني وتقديمه تبرعاً سخياً وكذلك لقاء سمو أمير منطقة تبوك واعلانه دراسة أوضاع الفقيد وتوفير كل متطلبات الحياة الكريمة لذويه وأبنائه ساهم في تخفيف المصاب وأشاروا إلى ان هذه المبادرات من القيادة الرشيدة شيء تعودنا عليه ولايستغرب من حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظها الله.
وقالوا ندعو الله ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يلهم أهله الصبر والسلوان وان يسكن الفقيد جناته ويعده من الشهداء الموعودين بالفوز بالجنة ان شاء الله.
|