أمدّ لك يداً خضراء، تنثرُ فسائلَ الورودِ، تُعبِّق زواياك، وتمسحُ عن جبهتك فجيعة الفجيعة في مفاجآت الظّلام...
أنت سربٌ من النبضِ
في منافذ الغيمات، في صدور النَّابضين بك...
وأنت شيءٌ من الجمالِ في وضاءة الفجرِ... وكل الجمال في سكون ويقظة الزَّمن...
وأنت أيُّها الوطن البهي
كتلة من مُضغة العقل والقلب معاً...
متى اراك حزيناً، مكلوماً...
تتساقط شلالات من مسام العروق، تفصل بينك الدَّم
في الأوردة، وبينك الوخزةُ في الضمير...، وتعود فتجمعك الحياة فيها أيّها الوطن العزيز
ما الذي داهمك من ظُلمْة النَّفوس، أمسح عنك كآبته، وأمنحك فرحي كي تسعد، وأعطيك شهيقي كي تزفر...
شجرُ الليمون أُحيله إلى مظلة تُقطّر في شرايينك البهجة
فتنتعش بشيءٍ من رائحة الثّمار، وأنت الليمون والورد
وأنت وطن الغيمات ومظلّة المطر...
أيّها الوطن البديع
ما داهمتك فواجع الإنسان إلاّ، وفي مقلتي صنعتُ لك
ماء الطّهر منها، ورششت على جبهتك وكتفيك كي أعيذك
بالله منها...
دعسات في ليلك الصامت مناجاة ترتّل الاطمئنان أتحسب أنّها اندحرت في حذر الخوف يداهم صمت السكون المطمئن فيكَ؟
تبقى دعسات تبصم فوق ترتبك ثقة العبور في كيانات لا تندحر في أقبية الخوف، بل تطل فيك إلى وجه القمر يرسل شعاعاته البلورية في صبر هذا الليل وذلك النّهار تطل شمسه كي تتراكض الدعَّسات لتزداد حفرا بصمات الثبات، وأنا أحمل لك مزاهر الورود كي أعبّق مفازاتك، ودهاليزك وأقبية الصمت؟
وأسطحة النشور...
أيّها الوطن الغالي...
نبضة الحياة أنت
ولن يكون لها وجه الأمل إلاَّ بشائر فداء... حتى تستوي
في الشموخ عند ذرا شموخك...
ألم تعلم أنّك من بسط الكفّ خضراء كي تتنامى فسائل
الورود في جباهنا المعبّقة بشذاك؟
أيّها الوطن
دم شامخاً ما حيينا.
|