صدر العدد الجديد من مجلة الفيصل لهذا الشهر وهو زاخر بموضوعات أدبية وثقافية وعلمية وتاريخية، وكان استهلال العدد بتحقيق عن (الحرف والصناعات التقليدية في تنومة بني شهر) أعده صالح بن علي أبو عراد تناول فيه أهمية الحرف والصناعات التقليدية في تلك المنطقة من أرض المملكة العربية السعودية وما حولها من القرى مشيراً إلى أنها كانت ولا تزال أحد المصادر التي يقتات منها عدد كبير من الناس، وتمتاز بأنها لا تعتمد على الآلة الحديثة. وإنما تعتمد في المقام الأول على بعض الخامات الموجودة في البيئة نفسها، إضافة إلى مهارة اليد البشرية وإبداعها، وبعض الأدوات والوسائل التقليدية البدائية التي كانت تسخر جميعها لغرض تأمين احتياج الأهالي قديماً من بعض الضروريات التي لا غنى عنها في حياتهم البسيطة آنذاك.
وكتب حسن مسكين مقالاً عن (الثقافة في زمن العولمة) أوضح فيها إننا اليوم أمام ثقافة الاستهلاك، وقام في هذا الإطار بتحديد مفاهيم الثقافة، والهوية، والآخر، والمثاقفة، والعولمة والهيمنة، متخذاً منهجاً وصفياً استقرائياً يعرض المعطيات أولاً ويستخلص النتائج.
وفي مجال التاريخ تناول عبداللطيف زكي أبو هاشم (الشبه بين الحروب الصليبية والحركة الصهيونية) متتبعاً تاريخ الحروب الصليبية التي كانت بدايتها على يد القساوسة في بلاد الفرنجة حين ألقى البابا أوربان الثاني خطاباً في كاتدرائية مدينة (كلير مونت) في فرنسا أمام حشد كبير من الأساقفة والأمراء والنبلاء في 27 نوفمبر - تشرين الثاني عام 1095م، ووصف الباحث الحروب الصليبية بأنها عدوان عسكري وصراع سياسي وعقائدي واقتصادي لم يشهد له التاريخ مثيلاً أبداً، وقد استفادت الحركة الصهيونية منها لتفادي أسباب إخفاقها.
وكتب طارق العمراوي عن (الطب والأطباء في عهد الفراعنة) موضحاً أن المصريين تعلموا حب الحياة والخلود فأسسوا علم الطب وهندسة المعمار وساهموا في تقدم أهم العلوم تقنية بإنتاج أدوات عمل للجراحة ولجبر الكسور، ومعرفة برسم تشريح الجسم البشري وكتابة العقاقير ومقاديرها ومستحضراتها التي تبنى زرعها والمحافظة عليها عدد من الملوك.
وفي مجال التراث ناقش إبراهيم بن عبدالرحمن الهدلق (الخزف عند العرب قبل الإسلام وبعده) وقال إن العرب عرفوا الفخار قبل الإسلام، وإن المشربيات من أكثر الفخاريات استعمالاً إذ كان يوضع فيها الماء، كما استعمل العرب أيضاً الفخار لحفظ المواد الغذائية والأشياء الثمينة مثل الذهب والحلي والنقود، ويعتقد بعض الباحثين أن العرب قد استخدموا عجلة الخزاف، واستخدموا الأتون لتحويل الأواني من الفخار إلى الخزف.
وفي مجال التربية كتبت دعد الشيخ عن (دور الروضة في تطور شخصية الطفل) وإسهامها الكبير في مساعدة الطفل على التوافق الاجتماعي الناجح، وتوفر له فرص الاتصال الأولى بجماعة الأقران، وتعمل على دفع عجلة التنشئة الاجتماعية للطفل، وتأكيد ذاته والاعتماد على نفسه، وتلبية حب الاستطلاع والاتصال لديه، واكتشاف قدراته الذهنية وتنميتها وتوجيهها.
وفي مجال الفنون، تناول فاضل كمال الدين سيرة حياة الرسام الفرنسي (رينوار: المحتفل بنضارة وجوه الأطفال) المولود في ليموج الفرنسية في الخامس والعشرين من يناير - كانون الثاني من عام 1841م، جاء الموضوع تحت عدد من العناوين: تجمع وتفرق، وفنه، وشاعرية باريس وحفل بعدد كبير من رسومات الفنان رينوار.
واحتوى العدد على قصيدتي: (هو مفرد جمع) لعزت الطيري، و(وجدة) لميلود لُقاح.
ومن القصص القصيرة في العدد: (عادة حب النظام) للقاص الأوزبكي فاضل إسكندر، ترجمة: مرتضى سيد عمروف، و(تحسين يحسن الصمت) لحسب الله يحيى.
وقدم محمد حيان الحافظ قراءة لكتاب (الترجمة والتواصل: إشكالية الإصلاح ودور المترجم) لمحمد الديداوي، كما قدم نايف الضيط قراءة لكتاب (النبوءة والسياسية: الإنجيليون العسكريون في الطريق إلى الحرب النووية) لغريس هالسل، ترجمة: محمد السماك.
وأرخ مكي الحسني لحياة الأستاذ الراحل يوسف الصيداوي بمقالة بعنوان: (اللغوي يوسف الصيداوي صاحب بيضة الديك) جاء تحت عدة عناوين: زيادة الرصيد، وصقل الموهبة، وكتاب الكفاف، والمنافح عن القرآن الكريم ولغته الشريفة، والأديب، والإنسان.
وتضمن العدد الأبواب الثابتة: (رسائلكم)، و(ردود وتعقيبات)، والمسابقة التي رصدت عدداً من الجوائز القيمة من الفائزين)، و(الملف الثقافي) الذي يرصد الحركة الثقافية العربية والعالمية خلال شهر، وختم العدد ب(خاتمة المطاف) بعنوان (المعرفة والإبداع بين القلم والحاسوب) لوفاء عمر حصرمة.
|