كان الأسبوع الماضي هو أحد أبرز أعياد الوحدة اليمنية التي امتدت سنوات طويلة.. بل إن العرب هذه المرة شاركوا إخوانهم في أرض اليمن أفراحهم فكان الفن ذا تواجد لفت الأنظار وخطفها..
ففي الأسبوع الماضي كان فنان العرب محمد عبده أبرز ضيوف الأعياد بل إنه بلا مبالغة أهم أحداث العيد الوطني لهذا العام.. كانت اليمن جميلة وهي تستقبل بأبنائها وأرضها الفنان محمد عبده استقبالاً، لا زيف فيه، ولا مجاملة كاذبة، ولا من أجل تسويق إعلامي، وكان هو كذلك فلم ير في اليمن إلا أرضاً خصبة ومنبعاً ومعيناً لا ينضب للتراث الفني العربي الأصيل..
جميعنا تابعنا حفلات اليمن الغنائية (المكوكية) التي أحياها أبو عبدالرحمن ابتداءً بصنعاء، فعدن، ونهاية بالمكلا عاصمة حضرموت، ورغم تواضع الإمكانيات التقنية والمكانية نوعاً، ما (وهنا لا أنتقصهم حقهم فهم بحق كانوا موقع الإعجاب والتقدير من الجميع لهذه الحفلات الثلاث التي ما زال الجميع يتحدث عنها).. إلاّ أن الشيء بالشيء يذكر، فاليمن ورغم تفوقه كمنبع لفنون الغناء في الجزيرة والخليج إلاّ أن ذاكرة الإنسان شطحت عنه وترك هذا المخزون للبعض ينهش منه في غفلة من الجميع وأولهم أبناؤه..
أعود لفنان العرب واليمن اللذين عانق كل منهما الآخر بصدق وعفوية سجلت لصالحهما عبر أوراق التاريخ الذي سيكتب للأجيال القادمة يوماً ويقول:
(فنان العرب.. مرَّ من هنا)
محمد عبده سجل بموقفه هذا وبزيارته تلك رسائل متعددة في مسلسل رسائله المتواصلة لتعليم باقي الفنانين الذين استمتعوا بأبراجهم (الكرتونية) مفضلين مسارح بيروت ولندن والقاهرة ومترفعين عن الغناء في هذه الأرض اليمنية التي لا أشك يوماً أن أحدهم (لَطَشَ) لحناً دفعه للأمام خطوات واسعة.
فالفن في نظري ونظر الجميع ليس صوتاً فقط ولكن عدة عوامل مشتركة إذا توافرت شكّلت فناناً متكاملاً..
وأذكر أن أفلاطون دعا في فلسفته إلى مدينة فاضلة قد لا تقوم أبداً، وكذلك الفنان محمد عبده، فهو يناضل وحده وربما يرغب في مجتمع فني جميل يسعدنا ويرتقي بنا وبفكرنا ولا يهوي به إلى حفرٍ سحيقة من الابتذال.
ولأن فنان العرب لم يأخذ شيئاً في اليمن ولو طلب فهذا حقه كفنان محترف ولكن غناءه مجاناً كان أحد أهم رسائله لباقي الفنانين..
فهل وصلت الرسالة... لا أظن!!!
|