** طريف - محمد راكد العنزي
تبقى البعض من المشاكل التي قد يتعرض لها أبناؤنا الصغار في خضم سنوات طفولتهم البريئة والتي تحدث نتيجة سوء التربية والعنف الأسري أو بسبب ما قد يتعرض له البعض من الأطفال من اعتداءات وتصرفات مرفوضة تمارس بحق كيانه الطفولي الصغير راسخة دوماً في داخل عقله الباطن والتي تعرف في مصطلح علم النفس بمسمى (اللاشعور) حيث يبقى لها على الرغم من مرور سنوات طويلة بقايا مترسبة قد تؤثر أحياناً في مسيرة حياته عند المراهقة والشباب، فالطفل حينما يتعرض مثلا للسخرية من الزملاء في المدرسة أو الحي بسبب اصابته بعاهة معينة فإن هذا التصرف قد يسيء إليه جداً ويحوله الى شخص حاقد على من حوله وإلى إنسان خجول منطوٍ على نفسه, بينما في التشجيع المباشر والتربية السليمة دور أكبر في تعزيز ثقته بنفسه وكذلك بمن حوله، ولذلك ينشأ الطفل بعد هذا وقد ازدادت بداخله هذه الثقة حتى تتطور الى التفعيل الإيجابي بكثير من المواقف التي تمر عليه في حياته حيث تجعله يقبل على الحياة بتفاؤل ودافعية، ولذا فإن غالبية هذه المشكلات التي نراها الآن في نظرنا الخاص مجرد عوارض بسيطة نعتقد انها ستزول تباعا في الكبر كالعدائية والخجل والتدخين والسرقة وغيرها من التصرفات السلوكية المرفوضة هي في الحقيقة انعكاس تام لمعاناة داخلية كانت لها في الأساس جذور في إحدى مراحل نمو الطفل وذلك بسبب التربية الخاطئة للصغير أو نتيجة تعرضه لعوامل خارجية ومؤثرات نفسية قد يكون تعرض لها في طفولته، وعندما لا تعطيها المدرسة والبيت تلك الأهمية من التحليل والعلاج فإنها وبكل أسف تتطور تلقائياً مع مرور الأيام لتتحول بعد ذلك في سن المراهقة والشباب إلى سلوكيات يعاني منها كل من هم يعيشون بقرب هذا الإنسان.
|