في الوقت الذي يؤدي فيه 4 ملايين طالب وطالبة اختبارات نهاية العام الدراسي، كانت أيدي الغدر تفتك بهدأة بضعة مجمعات سكنية في محافظتي الخبر والراكة بالمنطقة الشرقية.
أيدي غدر ما فتئت تصر على العبث والتخريب وزعزعة الأمن وبث الإرهاب ومصادرة الاطمئنان وراحة البال والبسمة من الشفاه ليس فقط من شفاه من ادعى الإرهابيون أنهم المستهدفون في القتل والتدمير وكل تدبيرات وتكتيكات أعدوا لها العدة.. بل شفاه النسوة والأطفال الأبرياء.. وما حادثة مجمع المحيا وإزهاق روح الطفلين الأخوين (جاد وريا) عنا ببعيد.
أو سفك دم (وجدان) حينما كانت تلعب في فناء منزلهم .. ثم (رامي) ساعة تواجده في سيارة كانت بصدد الذهاب به ورفاقه إلى مدرسته للجلوس على مقاعد الاختبار فظل مقعده شاغراً!!
وأمن السعودية مستهدف من لدن فئة ظالمة (تمكر ويمكر الله.. والله خير الماكرين) قادر على رد شرورهم في نحورهم وإبطال مخططاتهم بجهود من رجل أمن نذر نفسه لذلك، نذر نفسه للدفاع عن أمن وسلامة المنطقة وهو على رأس العمل أو خارج الدوام الرسمي لإدراكه أن المهمة المنوط بها لا تقيد بزمان ولا مكان أو فترة عمل قيدت بساعات محصورة إذا ما علمنا أن كل مواطن لابد أن يعتبر نفسه رجل الأمن الأول بصرف النظر عن كونه عسكرياً أو مدنياً أو رجل أعمال أو طالب علم، فدرع الوطن وسياجه وسوره المنيع وصدره الذي يحتوي أول جرح غائر نحن.
رجل الأمن الأول لا يحتاج مهارات عسكرية تعطي له ليذود عن حياض وطنه.. فالوفاء والإخلاص وصدق الانتماء والولاء للوطن ولولاة الأمر مهارة فطرية وخبرة لن تمكن الطغاة من التمدد بظلم وعدوان.
ربما يجتمع الطغاة بخططهم المتقنة الدقيقة وترتيباتهم الذكية، بيد أن تكاتف المواطنين رجال الأمن الأولين مع بعضهم البعض يبطل مخططاتهم ويرد ترتيباتهم إلى أن يهزم الجمع ويولون الدبر.. وتكون الساعة موعدهم فهي الأدهى والأمر.
رجل الأمن الأول لن يتجمهر حين وقوع كارثة تضرب في صميم الأمن والأمان تجمهر المتفرج ليس إلا!! بحيث يعطل الحركة ويبطىء النتائج، أو إذا سمع عن مصيبة سارع حيث مكان وقوعها للفرجة قتلاً للوقت أو احتيالاً عليه.
فهؤلاء المتجمهرون نخشى أن نشكك في وطنيتهم ولن يرضيهم منا التشكيك!! ما حاجتهم بتأمل جثة مسجاة.. ودم نازف طالما أنهم لم يشاركوا في رفع الجثة عن الأرض، وتضميد الجرح النازف.
رجل الأمن المكلف يؤدي عمله ببسالة وجسارة وقوة قلب وتضحية روح، فيدخل معترك الخطر دفاعاً عن وطنه.. فماذا عن رجل الأمن الأول.. المواطن؟؟!!
|