في بعض الأحيان يخيل إلى الزوجة ان زوجها منصرف عنها بقلبه اما إلى امرأة أخرى أو إلى أعماله.. والزوجة التي تتخيل ذلك تنصرف في العادة إلى طفلها تغمره بعاطفة حبها الفياضة. أو هي بالأحرى تريد ان تحصل منه على الحب الذي تفقده.
ومثل هذا الطفل يكون محور حياة الأم ورعايتها الزائدة مما يقف سداً منيعاً بينه وبين رؤية الحياة الواقعية بمشاكلها ومتاعبها.
وهذا الموقف من جانبها يؤدي إلى فتور همة الطفل فلا يبذل أي جهد في سبيل تحقيق ذاته أو تدعيم شخصيته ومثل هذا الطفل يوجه طاقة الابتكار عنده إلى تنغيص عيش والديه بما يفرضه عليهما من تحقيق رغباته والاستجابة لنزواته.
والشيء الغريب ان الأم في هذه الحالة تجد لذة كبرى في تحمل تقلبات مزاج ابنها وجموحه بل وتصبح مثل هذه النزوات موضع فخرها وإعجابها في أول الأمر ولكن سرعان ما تنقلب الأمور، فالصغير دائم الثورة على أمه وهو يدفع في معظم الأحيان راية العصيان على كل توجيهاتها وإرشاداتها مما يعرضه في كثير من الأحيان لأوخم العواقب.
والأم في الغالب لا تفهم سر تمرد ابنها فتحاول ان تسترضيه فلا يزداد إلا عناداً وإصراراً على مواقفه.
وهي تنسى ان أسلوب التدليل في البداية كان أسلوباً خاطئاً وان واجبها كان يفرض عليها ألا تجعل من مشاكلها مع زوجها سبباً في إفساد تربية ابنها.
ان الأم ينبغي عليها أن تظل أما في كل الحالات سواء اتفقت مع زوجها أو اختلفت والصغار في حاجة حقيقية إلى الحب والحنان، ولكن الحب والحنان شيئان يختلفان كل الاختلاف عن التدليل الزائد والاستجابة لكل رغبات الطفل ونزواته.
|